يعتبر قطاع البناء في دول مجلس التعاون الخليجي، من أكبر الأسواق المستهلكة لمنتجات الألومنيوم في المنطقة، إذ يحتاج 400 ألف طنٍ سنوياً. وتعد مشاريع البناء في السعودية ودولة الإمارات وقطر والكويت، الأسواق الرئيسة التي تدفع في اتجاه الارتفاع الكبير في الطلب عليها. وبينت إحصاءات حديثة أن إنتاج الشرق الأوسط من هذا المعدن الأولي بلغ نحو 3 ملايين طن، ما يعادل 6.5 في المئة من الإجمالي العالمي عام 2009. وأكدت مصادر أن قطاع الألومنيوم في دول الخليج شهد نمواً متسارعاً، إذ تضاعف معدل إنتاجه ليصل إلى 1.8 مليون طن حالياً مقارنة عام 2000. ودفع هذا النمو المطّرد المنتجين والمعنيين في القطاع، إلى تأسيس «المجلس الخليجي للألومنيوم» لتطوير مصالح هذه الصناعة في المنطقة وحمايتها. وبالنظر إلى معدل النمو الحالي في القطاع، أشارت المصادر إلى أن منطقة الخليج تملك إمكانات لزيادة الإنتاج السنوي ليصل إلى 6 ملايين طن متري في المستقبل القريب. وتوقعت أن تتجاوز منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا معدل النمو العالمي في قطاع البناء، وان تنفق عليه 4.3 تريليون دولار خلال العقد المقبل، ما يمثل نمواً نسبته 80 في المئة حتى عام 2020. وأظهر تقرير أصدرته أمس مؤسسة «ديلويت الشرق الأوسط»، حول «قدرات البناء في دول مجلس التعاون الخليجي 2010»، أن دولة الإمارات تستحوذ على نسبة 36 في المئة، أي 958 بليون دولار، من إجمالي مشاريع البناء في المنطقة، اذ من المتوقع أن يشهد القطاع نمواً بمعدل سنوي مركب، يصل إلى 9.6 في المئة بين العامين 2010 و2014. وتستحوذ السعودية على حصة 38 في المئة، ويرجح ان تبدأ تنفيذ عقود بقيمة 86 بليون دولار في عام 2011. كما تبلغ قيمة المشاريع، التي تعتزم المملكة تنفيذها أو التي تنفذها حالياً، 624 بليون دولار. وتستحوذ قطر على حصة 15 في المئة. وفي الكويت، توقع التقرير أن يواصل الالتزام الحكومي تجاه تدابير تعزيز مشاريع البنية التحتية، قيادة النمو في قطاع البناء خلال العام الجاري. ووفقاً لمجلة «بيزنس مونيتور انترناشيونال»، يتوقع أن يشهد القطاع، البالغة قيمته 2.4 بليون دولار خلال العام الجاري، نمواً على أساس سنوي تصل نسبته 2.4 في المئة. وقال الأمين العام للمجلس الخليجي للألومنيوم محمود الديلمي: «تستحوذ السعوديّة والإمارات وقطر على غالبية مشاريع البناء الجاري تنفيذها في دول مجلس التعاون الخليجيّ، ومن المتوقّع أن تستمرّ في الهيمنة على قطاع البناء في المستقبل. وسيمثل اتجاه النموّ القوي للقطاع، عاملاً أساساً في استمرار الطلب على الألومنيوم في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي».