بدت ملامح التغير في أسلوب التفكير لدى غالبية الشبان السعوديين بالظهور، إذ باتت فكرة تملك شقة «مقنعة»، بعد أن درج السعوديون في فترات سابقة على السكن في منازل كبيرة وبيوت من طوابق. الكلفة الكبيرة لقطعة أرض وتعميرها في ظل ارتفاع أسعار الأراضي إضافة إلى مواد البناء، أسهمت في تنشيط سوق الشقق في جدة بشكل لافت. وتتراوح مكاتب العقار الشقة الواحدة بمبلغ يبدأ من 280 ألف ريال ويرتفع إلى 360 ألف ريال بحسب حجم الشقة وتصميمها والحي الذي تقع فيه». وتجد الشقق التي تباع بنظام التقسيط الذي ينتهي بالتملك الكامل إقبالاً ملحوظاً، كونها الأسهل على الكثير من الموظفين الذين يفضلون تملك الشقق والاستفادة من مبلغ الإيجار الذي يدفعونه شهريا. وانتشرت في جدة مكاتب عقار ترفع لافتات كبيرة تروج لهذا النوع من العقار على واجهاتها وعلى المباني وفي بعض المخططات السكنية وسط إقبال ملحوظ ممن يرون فيها حلاً. وقال العقاري عبدالله الغامدي إن الشقق السكنية تبدأ من سعر 220 ألف ريال وترتفع لتصل إلى أكثر من 325 ألف ريال، بحسب مساحتها والحي الذي تقع فيه، كما يمكن للزبائن الحصول عليها بالتقسيط المنتهي بالتمليك عن طريق البنوك. وأشار إلى أن مكتبه يستقبل ما يزيد على 40 زبوناً يومياً بحثاً عن شقق التمليك ويقبلون على الشقق الكبيرة، مشيراً إلى أنه بدأ حالياً شراء شقق سكنية في مخططات في الإنشاء وقبل أن تنتهي الأعمال فيها، في حين يضعف الإقبال على الشقق الصغيرة التي يتعمد بعض المستثمرين تصغيرها للحصول على أكبر عدد من الشقق. من جهته، أكد العقاري ماجد الحمد أن سوق الشقق السكنية تشهد انتعاشاً في الفترة الأخيرة، «هناك إقبال من الراغبين في الحصول على سكن بالتملك ولا يستطيعون بناء أو شراء منزل مستقل»، مشيراً إلى أن بعض المستثمرين يتجهون لبناء شقق سكنية وعرضها للبيع مستفيدين من الإقبال الملحوظ عليها، حتى لا يضطروا لملاحقة المستأجرين للحصول على قيمة الإيجار، وإعادة ترميم وصيانة عقارهم من جديد بعد خروج المستأجرين. وأشار إلى أن نسبة الإقبال على تملك السعوديين على الشقق ارتفع خلال الفترة الماضية بنسبة تزيد عن 50 في المئة، لافتاً إلى أن معظم الراغبين في الشراء يلجأون إلى الاقتراض من المصارف البنكية لتسديد تملك الشقق. من جهة أخرى، أكد المواطن سعيد العمري أن ارتفاع أسعار مواد البناء وفي مقدمها الحديد، وكذلك ارتفاع أسعار الأراضي والعقار، إلى جانب ارتفاع السلع الاستهلاكية وتأثر الكثير من المواطنين بهبوط الأسهم جعلت حلم تملك المنازل صعبا للغاية إن لم يكن مستحيلاً، مشيراً إلى أن بعضهم استبدلوا هذا الحلم بتملك الشقق السكنية حتى يستطيعوا توفير السيولة اللازمة لتملك منزل مستقل. وذكر المواطن محمد الزهراني أنه يدفع أكثر من 1800 ريال إيجاراً للشقة التي يسكن فيها، ويذهب هذا المبلغ هدراً من دون أن يستفيد منه، مشيراً إلى أنه قرر شراء شقة بالتقسيط المنتهي بالتمليك بإضافة مبلغ بسيط على مبلغ الإيجار، بدلاً من شراء أرض وتعميرها في ظل الارتفاعات الكبيرة في أسعارها، إضافة إلى الارتفاعات المبالغة في أسعار مواد البناء، وما تستغرقه مدة التعمير من وقت طويل.