أمرت إيطاليا السفير الكوري الشمالي الجديد لديها مون جونغ نام بمغادرة البلاد احتجاجاً على تجارب البرامج الصاروخية والنووية التي تنفذها بلاده، لكنها أشارت الى ان الخطوة لا تعني قطع العلاقات الديبلوماسية مع بيونغيانغ. وقال وزير الخارجية أنجلينو ألفانو: «نريد أن نفهم بيونغيانغ أن عزلها أمر لا مفر منه إذا لم تغير مسارها. لكننا لن نقطع العلاقات الديبلوماسية لأنه من المفيد دائماً الحفاظ على قناة اتصالات» مع نظام كوريا الشمالية بزعامة كيم جونغ أون. وكانت كوريا الشمالية عيّنت مون، المسؤول الذي خدم طويلاً في وزارة خارجيتها، سفيراً جديداً في روما في تموز (يوليو) الماضي، ما جعله يشغل مقعداً بقي شاغراً أكثر من سنة. ويأتي تحرك ايطاليا في وقت يسعى المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغط على نظام كيم لدفعه الى التخلي عن أسلحته النووية، فيما وافقت الصين على الحد من صادراتها من المنتجات النفطية ووارداتها من النسيج من بيونغيانغ وإليها. وتريد الصين إحضار واشنطن وبيونغيانغ الى طاولة المفاوضات، لكنها تسمح في الوقت ذاته بكسر احد المحرمات، وهو مناقشة خطط طوارئ في حال اندلاع حرب في الدولة الانعزالية على حدودها الشمالية الشرقية. وفي مقال بالإنكليزية نشره موقع «منتدى شرق آسيا» التابع للجامعة الأسترالية الوطنية بموافقة السلطات الصينية على الأرجح، حضّ جيا كينغوو، عميد كلية الدراسات الدولية في جامعة بكين، السلطات الصينية على بدء مناقشة خطط طوارئ مع الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية، وهي محادثات سعت إليها الدولتان سابقاً، لكن الصين رفضتها خشية اثارة استياء بيونغيانغ. وكتب جيا: «حين تصبح الحرب احتمالاً حقيقياً، على الصين ان تكون اكثر استعداداً للتفكير بإجراء محادثات مع دول معنية في شأن خطط طوارئ، وبينها من يتحكم بالترسانة النووية لكوريا الشمالية، ومن يُعيد النظام الداخلي في كوريا الشمالية في حال نشوب أزمة». وأشار إلى أن الصين ستعترض على السماح لجنود اميركيين بعبور خط العرض 38 للدخول الى كوريا الشمالية. ويقول ديبلوماسي غربي ان المحادثات حول نهاية النظام الكوري الشمالي «قد تهدف الى تخويف كيم وإرضاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل زيارته بكين في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل». ووبعدما التقى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الرئيس الصيني شي جينبينغ ومسؤولين كباراً في بكين السبت لمناقشة أزمة الملف النووي لكوريا الشمالية، قال بارتلمي كورمون، الخبير في شؤون الصين بمعهد العلاقات الإستراتيجية والدولية في باريس، ان «بكين ترى الآن ان انهيار كوريا الشمالية لن يكون بالضرورة ضد مصلحتها». وأضاف: «إذا سقطت كوريا الشمالية بطريقة سلمية، الأفضل ان تكون الصين في موقع للمساهمة في اعادة بنائها، فهي الدولة الوحيدة القادرة على الإشراف على اعادة بناء كوريا الشمالية».