رفضت واشنطن اقتراحاً من موسكو بتخفيف المناورات بين الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية بهدف خفض التوتر مع الشطر الشمالي. وقال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة إن المناورات «ليست مطروحة حالياً على طاولة التفاوض على أي مستوى». أتى ذلك بعدما اعتبر السفير الروسي لدى الأممالمتحدة ان تخفيف المناورات العسكرية المقررة ابتداء من الاثنين، يتيح خفض التوتر مع بيونغيانغ. وقال رداً على سؤال حول بدء هذه المناورات الأسبوع المقبل: «من وجهة نظري المتواضعة، ان تخفيف المناورات يساعد في خفض هذه التوترات، ناهيك عن إلغائها». وأضاف: «نقول للطرفين ان عليهما الامتناع عن كل ما من شأنه ان يؤدي الى تدهور الوضع»، معرباً عن ارتياحه للتراجع الكبير في الأيام الأخيرة، للتوتر الذي أججته الأسبوع الماضي التصريحات النارية للرئيسين الكوري الشمالي كيم جونغ اون والأميركي دونالد ترامب. وأشاد ترامب بالقرار «الشجاع والعقلاني» للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون الذي اعلن انه سيجمد مشروع إطلاق صواريخ تسقط قرب جزيرة غوام الأميركية. واعتبر السفير الروسي «هذا مؤشر جيد الى تراجع التوتر. نحتاج الى خريطة طريق سياسية» لتسوية الأزمة الكورية الشمالية. وشدد على القول «آن الأوان لأن يبدي الطرفان رغبتهما في التحرك». وتطالب الأممالمتحدة بيونغيانغ التي اتخذت مجموعة من العقوبات ضدها في السنوات الأخيرة، بوقف برامجها للتسلح النووي والباليستي التي تعد تهديداً للاستقرار العالمي. وتتجاهل كوريا الشمالية المطالب الدولية وتبرر تطوير جيشها باتهام الولاياتالمتحدة بتهديدها. وقال دانفورد وهو ابرز مسؤول عسكري أميركي ان المناورات العسكرية الأميركية – الكورية المشتركة، ستجري الأسبوع المقبل وذلك على رغم ضغوط كوريا الشمالية وحليفتها الصين لوقف المناورات المثيرة للجدل. وأجج تقدم كوريا الشمالية السريع في تطوير أسلحة نووية وصواريخ قادرة على الوصول إلى البر الرئيسي الأميركي التوترات في الشهور القليلة الماضية. والأسبوع الماضي، حذر ترامب كوريا الشمالية من أنها ستواجه «نارًا وغضباً» إن هي هددت الولاياتالمتحدة ما دفع بيونغيانغ إلى اعلان إنها تبحث خططاً لإطلاق صواريخ صوب جزيرة غوام الأميركية الواقعة في المحيط الهادىء. وقال دانفورد للصحافيين في بكين بعد اجتماع مع نظرائه الصينيين: «نصيحتي لقيادتنا هي عدم الرجوع في أمر تدريباتنا. التدريبات مهمة جداً للحفاظ على قدرة التحالف على الدفاع عن نفسه». وأضاف: «ما دام التهديد في كوريا الشمالية قائماً، سنحتاج إلى الحفاظ على حال استعداد عالية لمواجهة ذلك التهديد». وأبلغ فان تشانغ لونغ نائب اللجنة العسكرية المركزية في الصين دانفورد أن بكين ترى أن المحادثات هي السبيل الفعال الوحيد لحل المسألة. ونقلت وزارة الدفاع الصينية عن فان قوله: «ترى الصين الحوار والمشاورات، السبيل الفعال الوحيد لحل المسألة في شبه الجزيرة، والوسائل العسكرية لا يمكن أن تصبح خياراً». وسبق أن أطلقت كوريا الشمالية، التي تشجب المناورات وتعتبرها استعداداً للحرب، صواريخ واتخذت خطوات أخرى رداً على التدريبات العسكرية. ولا تزال الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية في حالة حرب مع بيونغيانغ رسمياً، إذ انتهت الحرب الكورية التي دارت من 1950 وحتى 1953 بهدنة وليس بمعاهدة سلام. وقال رئيس كوريا الجنوبية مون غيه إن في مؤتمر صحافي امس: «سأعتبر أن كوريا الشمالية تتجاوز خطاً أحمر إذا أطلقت مجدداً صاروخاً باليستياً عابراً للقارات وزودته رأساً حربياً نووياً». وكان مون حضّ كوريا الشمالية مراراً على عدم «تجاوز الخط الأحمر» لكنه لم يوضح من قبل ما الذي سيشكله هذا التجاوز. وقال مون إن ترامب وعد بالسعي الى إجراء مفاوضات والحصول على موافقة كوريا الجنوبية قبل الشروع في أي خيارات تتعلق بكوريا الشمالية. وقالت واشنطن إنها تفضل تحركاً ديبلوماسياً عالمياً لوقف برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية، لكنها مستعدة لاستخدام القوة إذا لزم الأمر.