هدد قائد حركة «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار ب «كسر عنق» كل من يعرقل المصالحة الفلسطينية، في وقت يستعد وفد حكومة «التوافق الوطني»، يتقدمه رئيس الحكومة رامي الحمدالله والوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية والهيئات الحكومية، للوصول إلى القطاع الإثنين المقبل. وتعهد السنوار، خلال لقاء عقده أمس مع عشرات من النشطاء في غزة، بتقديم «تنازلات كبيرة جداً» لإنجاح المصالحة، مشدداً على أن «كل تنازل سيكون صاعقاً ومفاجئاً وأكبر من سابقه، كي نحقق المصالحة وننهي الانقسام في أقرب وقت ممكن»، وجاء كلام السنوار رداً مباشراً على شروط الرئيس محمود عباس الإضافية الثلاثة التي كشفت عنها مصادر ل «الحياة» أمس. وقال السنوار إن «حماس» لن تبقى بعد الآن طرفاً في الانقسام، مهدداً ب «كسر عنق كل من لا يريد المصالحة، سواء كان من حماس أو غيرها». وأضاف أن «حماس تذهب إلى المصالحة وهي قوية جداً، والحركة بنت قوتها ليس من أجل حكم غزة، بل من أجل حلم شعبنا بالتحرير». ويستعد أكثر من 20 وزيراً وعشرات رؤساء الأجهزة الأمنية والهيئات الحكومية، فضلاً عن مساعديهم ومرافقيهم للوصول إلى غزة وعقد أول اجتماع في غزة لحكومة التوافق منذ تشكيلها في 2 حزيران (يونيو) 2014. وكشفت مصادر فلسطينية موثوق بها ل «الحياة»، أن الوفد يتألف من 500 عضو، سيقيمون في عدد من فنادق المدينة المطلة على شاطئ البحر المتوسط الملوث بنسبة 75 في المئة، نظراً لتدفق مياه الصرف الصحي غير المعالجة يومياً، في مشهد يتكرر منذ أربعة أشهر، بسبب أزمة التيار الكهربائي المتفاقمة في القطاع. وقالت المصادر إن 110 سيارات ستقل الوفد الضخم غير المسبوق في زيارة تستهدف تسليم وتسلم الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية من حركة «حماس»، في أعقاب التوصل إلى تفاهمات جديدة في القاهرة قبل نحو أسبوعين برعاية مصرية. وستعقد الحكومة اجتماعاً «بروتوكولياً» في غزة، في وقت سيرافقها أثناء وجودها في القطاع وفد أمني مصري سيصل الإثنين أيضاً. وعلمت «الحياة» أن الحكومة لن تناقش ملفات الانقسام، التي سيتم بحثها بين حركتي «فتح» و «حماس» في القاهرة بعد أسبوع من تسلم القطاع في اجتماع لكل الفصائل الموقعة اتفاق المصالحة عام 2011، للبحث في تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنفيذ ملفات المصالحة الخمسة. وأضافت المصادر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ستسمح لعشرات الحراس الأمنيين ضمن الوفد بدخول القطاع بأسلحتهم الرسمية. وأشارت إلى أن وزير الثقافة إيهاب بسيسو وصل القطاع أمس يرافقه 14 صحافياً يعملون في «هيئة الإذاعة والتلفزيون» و «وكالة الأنباء الفلسطينية» الرسمية (وفا) لتغطية الزيارة، ما أثار حفيظة عدد من العاملين في الهيئة من القطاع البالغ عددهم 750، إضافة إلى سبعة رجال أمن للتنسيق مع «حماس» حول الترتيبات الأمنية للوفد. إلى ذلك، عبّر عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي» نافذ عزام عن ارتياح الحركة إلى تفاهمات القاهرة. ووصف عزام في مقابلة مع صحيفة «الاستقلال» التابعة للحركة أمس، إعلان «حماس» حل لجنتها الإدارية بأنه خطوة «مشجعة يجب أن تقابَل بخطوات» من عباس.