بنغازي، القاهرة - ا ف ب - دعا وزراء الخارجية العرب الأممالمتحدة إلى فرض حظر جوي على ليبيا. وقد سجل كل من سورية والجزائر والسودان واليمن رفضها. واعربت سوريا عن خشيتها من ان يكون "اي قرار عربي بفرض حظر جوي على ليبيا مجرد تمهيد للتدخل العسكري الخارجي فيها"، بحسب ما قال السفير السوري لدى الجامعة، يوسف احمد، في كلمته خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب. وأفاد دبلوماسيون مشاركون في الاجتماع الطارىء للجامعة العربية ان وزراء الخارجية العرب اتفقوا على "دعوة مجلس الامن الدولي لتحمل مسؤولياته بفرض حظر جوى على الاجواء الليبية لحماية الشعب الليبى". واتفقوا أيضاً على "فتح قنوات اتصال مع المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لمساعدة الشعب الليبي". وكانت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي السبت ضغطها على المتمردين الذين يطالبون جامعة الدول العربية باتخاذ قرار يؤيد فرض حظر جوي على ليبيا خلال اجتماعها السبت في القاهرة. وقال سيف الاسلام القذافي نجل العقيد معمر القذافي انه واثق من انتصار القوات الموالية للنظام، والتي اكد في مقابلات مع صحف ايطالية انها باتت تسيطر على "90% من البلاد". وتوعد سيف الاسلام بخوض "الحرب حتى النهاية"، مضيفا "كل شيء سينتهي قريبا". وقال سيف الاسلام "هؤلاء الارهابيون لا يتحدثون عن الديموقراطية او الانتخابات او القيم، انهم بكل بساطة ارهابيون"، مستبعدا أي اتفاق مع الثوار. من الجهة المقابلة، طلب المجلس الوطني الانتقالي السبت من الجامعة العربية الاعتراف به ممثلا للشعب الليبي واتخاذ قرار باقامة منطقة حظر جوي في ليبيا، بحسب ما اعلنت ممثلة للمعارضة الليبية بعد ان سلمت رسالة من المجلس للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وكان الاتحاد الاوروبي وافق الجمعة على اعتبار المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي "محاورا شرعيا"، لكن من دون الاعتراف به رسميا كما فعلت فرنسا. وقد بدأ الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية في القاهرة عند الساعة 14,00 بالتوقيت المحلي (12,00 ت.غ.)، ولم يسمح لأعضاء البعثة الليبية بحضور الاجتماع. ودعا عمرو موسى في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الالمانية تنشرها الاثنين الى فرض منطقة للحظر الجوي في ليبيا واعرب عن امله في ان يكون للجامعة العربية "دور" في اقامتها. وقال عمرو موسى "اتحدث عن تحرك انساني. تتعلق مسالة منطقة الحظر الجوي بمساندة الشعب الليبي في نضاله من اجل الحرية وضد نظام تزداد غطرسته". وكانت الجامعة العربية اعلنت انها قد تدعم اقامة مثل هذه المنطقة لكنها اكدت معارضتها اي تدخل عسكري في ليبيا. واعلن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية الجمعة امكانية اللجوء الى "كافة الخيارات" ضد نظام معمر القذافي. غير ان الدول ال 27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي اكدت ان التدخل في ليبيا متوقف على الحاجة الضرورية لذلك وعلى اسس قانونية واضحة وعلى دعم دول المنطقة. ولم يستبعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحركا من دون تفويض من الاممالمتحدة. غير انه ربط مثل هذا التدخل بحدوث "اعتداءات واسعة بوسائل عسكرية على مدنيين عزل ولا يمارسون العنف". وكلف الاتحاد الافريقي رؤساء موريتانيا والكونغو وماليا وجنوب افريقيا واوغندا بقيادة لجنة رفيعة المستوى للمساهمة في التوصل الى حل للازمة الليبية. وبعد 26 يوما من التمرد على نظام معمر القذافي الذي يحكم بلاده منذ اكثر من 41 عاما، ينتظر ان تصل مهمة انسانية تابعة للامم المتحدة الى ليبيا السبت بهدف "تقييم الحاجات الانسانية". وقال خالد الكعيم وكيل وزارة الخارجية الليبية ان "هذه المهمة ستزور المستشفيات وتطلع على مخزوناتنا من المواد الغذائية والطبية". واوضح "ان مخزونات الغذاء والادوية كافية لستة اشهر". وتتفاوض المنظمة الدولية للهجرة مع السلطات الليبية بشأن ارسال مهمة انسانية الى ليبيا حيث ينتظر آلاف المهاجرين ترحيلهم. ومنذ منتصف شباط/فبراير غادر اكثر من 250 الف شخص ليبيا باتجاه الدول المجاورة، بحسب الاممالمتحدة في حين خلف القمع الدامي للتمرد مئات القتلى. وفي راس لانوف طلب اطباء مساعدة الصليب الاحمر الدولي. وشنت القوات الموالية للقذافي الجمعة غارتين على الاقل شرقي هذه المدينة النفطية الاستراتيجية واصابت موقع مراقبة للمتمردين ومصفاة نفط. وكانت راس لانوف شكلت لاسبوع قاعدة متقدمة للمتمردين في شرق ليبيا قبل ان يخلوها بعد عمليات قصف مكثفة الخميس. وكانت المعلومات عن الوضع في المدينة شحيحة صباح السبت خصوصا بسبب اضطراب الاتصالات الهاتفية. في الاثناء احتفلت القوات النظامية الجمعة بانتصارها على المتمردين واستعادة مدينة الزاوية (40 كلم غربي العاصمة طرابلس) بعد اسبوعين من القتال الضاري. وقال الكعيم ان "حصيلة اولية تشير الى سقوط 14 قتيلا من الجانبين" في الايام الاخيرة. وقال شهود ان معارك عنيفة جدا وقعت في المدينة، واشار بعضهم الى "مجزرة". واشار آخرون الى حملة اعتقالات منذ هزيمة المتمردين في الزاوية. وفي باقي انحاء البلاد لا يزال المتمردون يسيطرون على مصراتة (150 كلم شرقي طرابلس) والعديد من مدن الشمال الغربي خصوصا في الجبل الغربي، بحسب شهادات. وفي بنغازي يقول المتمردون انهم مصممون على القتال. وقال خالد الذي قتل احد اقاربه الخميس في راس لانوف "لسنا خائفين من هذا الجيش المكون بنسبة 90 بالمئة من المرتزقة، وبامكاننا هزمه". وتجمع اكثر من عشرة آلاف شخص في بنغازي الجمعة للمطالبة برحيل القذافي. واعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن "قلقه" لاحتمال انتصار قوات القذافي ميدانيا واعلن عن تعيين ممثل له لدى التمرد الليبي.