واصلت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي، أمس، ضغطها على المتمردين. وأعلن سيف الإسلام القذافي أنه واثق من انتصار القوات الموالية للنظام، وأكد في مقابلات مع صحف إيطالية أنها باتت تسيطر على 90 % من البلاد. وتوعد بخوض «الحرب حتى النهاية، وكل شيء سينتهي قريبا»، مستبعدا أي اتفاق مع المحتجين. وفي المقابل، طلب المجلس الوطني الانتقالي من الجامعة العربية الاعتراف به واتخاذ قرار بإقامة منطقة حظر جوي في ليبيا. وكان الاتحاد الأوروبي وافق على اعتبار المجلس في بنغازي «محاورا شرعيا»، لكن دون الاعتراف به رسميا، كما فعلت فرنسا. بدأ الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية في القاهرة عند الثانية ظهرا بالتوقيت المحلي «12:00 بتوقيت جرينتش»، ولم يسمح لأعضاء البعثة الليبية بحضوره. وأفاد دبلوماسيون شاركوا في الاجتماع أن وزراء الخارجية العرب اتفقوا على «دعوة مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته بفرض منطقة حظر جوي على الأجواء الليبية لحماية الشعب الليبي». وكانت الجامعة أعلنت أنها قد تدعم إقامة مثل هذه المنطقة، لكنها أكدت معارضتها لأي تدخل عسكري في ليبيا. وساد الهدوء، أمس، المنطقة المجاورة لمصفاة السدرة النفطية قرب بلدة رأس لانوف غداة قصف مكثف للقوات الموالية للعقيد معمر القذافي، في حين لا يزال الدخان يتصاعد من أحد خزانات المصفاة الذي نشب فيه حريق الجمعة الماضي. وخلت الطريق إلى هذه النقطة، التي تعتبر الجبهة الشرقية، تماما من المحتجين الليبيين الذين ينتشرون عادة ببطارياتهم المضادة للطيران المحمولة على سيارات مكشوفة. وشاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسي سيارة رباعية الدفع وعلى زجاجها الأمامي والخلفي آثار رصاص كثيف وداخلها قاذفة وبطانيات مهجورة وعلى بعد عشرة أمتار منها شاحنة تحمل قاذفة كاتيوشا أيضا مهجورة. وأوضح أحد المحتجين في آخر نقطة تفتيش قبل ذلك الموقع أن تلك السيارة «تعرضت الجمعة إلى إطلاق رصاص وربما أصيب من كان فيها ونقل ضمن الجرحى الذين أصيبوا». وفي رأس لانوف طلب أطباء مساعدة الصليب الأحمر الدولي. وشنت القوات الموالية للقذافي الجمعة غارتين على الأقل شرقي هذه المدينة النفطية الاستراتيجية وأصابت موقع مراقبة للمتمردين ومصفاة. وكانت رأس لانوف شكلت لأسبوع قاعدة متقدمة للمتمردين في شرق ليبيا قبل أن يخلوها بعد عمليات قصف مكثفة، الخميس. وكانت المعلومات عن الوضع في المدينة شحيحة بسبب اضطراب الاتصالات الهاتفية. وفي هذه الأثناء احتفلت القوات النظامية بانتصارها على المتمردين واستعادة مدينة الزاوية «40 كلم غربي العاصمة طرابلس» بعد أسبوعين من القتال الضاري. وقال مصدر إن «حصيلة أولية تشير إلى سقوط 14 قتيلا من الجانبين» في الأيام الأخيرة. وقال شهود إن معارك عنيفة جدا وقعت في المدينة، وأشار بعضهم إلى «مجزرة». وأشار آخرون إلى حملة اعتقالات منذ هزيمة المتمردين في الزاوية. وفي باقي أنحاء البلاد لا يزال المتمردون يسيطرون على مصراتة «150 كلم شرقي طرابلس» والعديد من مدن الشمال الغربي خصوصا في الجبل الغربي، بحسب شهادات. وفي بنغازي يقول المتمردون إنهم مصممون على القتال. وتجمع أكثر من عشرة آلاف شخص الجمعة للمطالبة برحيل القذافي. وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن «قلقه» لاحتمال انتصار قوات القذافي ميدانيا وأعلن عن تعيين ممثل له لدى التمرد الليبي. وبعد 26 يوما من التمرد على نظام القذافي، وصلت بعثة تابعة للأمم المتحدة إلى ليبيا بهدف «تقييم الحاجات الإنسانية» .