شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس انتشاراً كثيفاً لافتاً لقوات راجلة من الجيش تحمل الهراوات إلى جانب أسلحتها الفردية (بنادق كلاشنيكوف) في عدد من الشوارع والميادين العامة والجسور وحول المباني الحكومية المهمة التي تحيطها حراسات مشددة من قوات الأمن المدعومة بالسيارات المصفحة والأسلحة الرشاشة. ويأتي هذا الانتشار لقوات الجيش بعد إعلان عشرات الآلاف من المحتجين المعتصمين في «ساحة الحرية» أمام مبنى جامعة صنعاء والمطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح، عزمهم على تصعيد احتجاجاتهم بمسيرات كبرى في العاصمة والدعوة إلى عصيان مدني، حتى تتم تلبية مطالبهم، بعد دخول تحركهم شهره الثاني. وفي حين تشهد الساحة في صنعاء ازدياداً ملحوظاً في عدد المنضمّين إلى الاعتصام الشبابي المعارض، بمن في ذلك شخصيات من حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم أعلنت استقالتها وانضمامها إلى المطالبين بسقوط النظام، جابت تظاهرة نسائية الشوارع المجاورة نظمتها حركة «شباب ثورة التغيير» وأحزاب «اللقاء المشترك». وسجلت في محافظة ذمار (100 كم جنوب صنعاء) تظاهرة كبرى هي الأولى من نوعها شارك فيها عشرات الآلاف. وأكدت مصادر محلية متطابقة ل «الحياة»، أن قوات الأمن حاولت في بادئ الأمر تفريق المتظاهرين ومحاصرتهم، غير أنها سرعان ما انسحبت أمام تدفق الآلاف الذين حملوا شعارات تعلن مطالبتهم بإسقاط النظام ورحيل الرئيس وأقاربه، وردَّدوا هتافات وأناشيد وطنية مؤيدة لثورة التغيير في البلاد والتصدي لمحاولات السلطة وأجهزتها الأمنية قمع المتظاهرين. وأضافت المصادر ان المتظاهرين أحكموا سيطرتهم على وسط المدينة بالكامل لأكثر من ثلاث ساعات. وواصل عشرات الآلاف من المعتصمين في «ساحة التغيير» بمحافظة تعز (270 كم جنوب صنعاء) احتجاجهم للأسبوع الخامس على التوالي، في حين شهدت محافظة إب المجاورة تظاهرة حاشدة بمشاركة الآلاف من أبناء المحافظة. وكانت السلطات الأمنية في صنعاء أحبطت أمس تمرداً لسجناء مجمع السجن المركزي بصنعاء حاولوا الهروب الجماعي بعد يومين من الاضطرابات داخل السجن وسماع دوي إطلاق النار داخل المبنى الكبير للسجن مرات عديدة. وتحدثت مصادر صحافية عن سقوط قتيل وستين جريحاً بينهم 20 من رجال الامن، لكن لم يتأكد ذلك من مصادر رسمية.