عززت القوات الأمنية وجودها في مدينة العريش، شمال سيناء، في إطار جهودها لمكافحة الإرهاب، وأعلنت مقتل 6 «تكفيريين»، فيما تعهد رئيس الوزراء شريف إسماعيل بتصدي بلاده للإرهاب. وقال الجيش المصري في بيان إن قواته داهمت عدداً من البؤر الإرهابية في شمال سيناء، ما أسفر عن مقتل 6 «تكفيريين» وتوقيف 18 مشتبهاً وتفجير مخزنين للمواد المتفجرة وتدمير 8 عبوات ناسفة. وقال شهود من العريش إن مسلحين مجهولين حطموا كاميرات مراقبة في عدد من المحال التجارية في الشارع الرئيسي في المدينة في محاولة لإجهاض خطط السلطات مراقبة كل شوارع المدينة بالكاميرات لتتبع أي تحرك للعناصر الإرهابية. واستولى مسلحون مجهولون على سيارة تابعة لمحافظة شمال سيناء من الشارع الرئيسي في العريش بعدما أجبروا سائقها على الترجل منها، وذلك على بعد أمتار من التمركز الأمني لميدان المالح ما أصاب عدداً كبيراً من سكان العريش بالهلع. كما أقدم مسلحون على إحراق شاب أمام الأهالي في رفح بعد التنكيل به، من دون معرفة دوافعهم، فيما قال معلمون يعملون في رفح إن عناصر مسلحة استوقفت الحافلات التي تقلهم إلى مدارس المدينة، وطلبوا من الرجال إطلاق اللحى، والسيدات بارتداء النقاب وعدم الخروج من المنازل إلا بصحبة «محرم»، وتوعدوا من يخالف تلك التعليمات بتطبيق الحد. وداهمت قوات الأمن أحد معاقل المسلحين في العريش ليل أول من أمس ودارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، وسُمعت أصوات قصف جوي استهدف مناطق في جنوب غربي العريش، كما شوهدت تعزيزات أمنيه من الشرطة تصل إلى المدينة للمشاركة في المواجهات مع المسلحين. وأصيب جندي بطلق ناري في الرأس عند أحد الحواجز الأمنية في رفح، كما أصيب جندي آخر بشظايا في محيط أحد الحواجز الأمنية جنوبالعريش. في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء شريف إسماعيل في مؤتمر عُقد في منتجع شرم الشيخ في جنوبسيناء، بعنوان «الإرهاب والتنمية الاجتماعية: أسباب ومعالجات» إن «إستراتيجية الدولة لمكافحة الإرهاب تركز على تحليل السياسات المتعلقة بالتعامل مع الإرهابيين أنفسهم، والسياسات الخاصة بالتعامل مع المتضررين من الإرهاب، ومن عمليات مكافحته، وتستهدف الحيلولة دون تحول هؤلاء المتضررين إلى أعضاء في جماعات إرهابية، أو أن تتحول محال وأماكن إقامتهم إلى بيئة حاضنة لها، أو إلى هدف سهل يمكن تحديده من الجماعات الإرهابية، هذا فضلاً عن السياسات المتعلقة بتحصينِ المواطنين العاديين من الانضمام إلى تنظيمات إرهابية»، لافتاً إلى أن تطوير «الخطاب الديني يمثل إحدى دعائم هذه السياسات». وخفت حركة نزوح المسيحيين من مدينة العريش إلى الإسماعيلية ومحافظات أخرى، بعد سفر أكثر من 150 أسرة من شمال سيناء، إثر موجة اعتداءات طاولت المسيحيين في العريش، قتل خلالها 7 مسيحيين. وزار محافظ شمال سيناء اللواء عبدالفتاح حرحور مطرانية الأقباط في ضاحية السلام في العريش يرافقه نائب مدير الأمن اللواء مصطفى الرزاز. وسعى المحافظ إلى طمأنة المسيحيين، مشيراً إلى أن الإرهاب لا يفرق بين المسلمين والمسيحيين، وأن الأجهزة الأمنية اتخذت العديد من الإجراءات لحماية جميع المواطنين. وعقد محافظ شمال سيناء اجتماعاً مع مساعديه والقيادات التنفيذية في المحافظة، وجه خلاله بضرورة مد يد العون لجميع المواطنين المتضررين في المحافظة بسبب الحرب على الإرهاب، سواء المنقولين من رفح والشيخ زويد إلى العريش أو المسيحيين الذين نزحوا من المدينة أخيراً. من جهة أخرى، أوقفت أجهزة الأمن في محافظة الأقصر (جنوب مصر) 12 مسيحياً، وأحالتهم على النيابة العامة بتهمة التظاهر من دون الحصول على تصريح، بعد تنظيم عدد من الأقباط تظاهرة مساء أول من أمس أمام مبنى جهاز الأمن الوطني في المحافظة، احتجاجاً على اختفاء فتاة مسيحية (18 سنة) من سكان قرية الدير في مركز أسنا في جنوب الأقصر، فى كانون الثاني (يناير) الماضي.