جددت الإدارة الأميركية أمس تأكيداتها على أن العلاقات مع المملكة العربية السعودية «صلبة ومبنية على أسس قوية». واعتبرت أن ما يجري في البحرين «له طابعاً مذهبياً وليس إيرانياً»، محذرة من استغلال تنظيم «القاعدة» لأي فوضى في اليمن، ومبدية بعض الثقة بأن ينجح الرئيس علي عبد الله صالح في اجتياز هذه المرحلة. وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل «الحياة» أن «تسونامي التظاهرات، الذي تشهده المنطقة، له خصوصياته من مكان الى آخر إنما عموماً الشعوب تبدي استعداداً للمجازفة اليوم أكثر من السابق». وجدد التأكيد على العلاقة القوية بين واشنطن ودول مجلس التعاون الخليجي زائداً اليمن و «التزام واشنطن الوقوف مع حلفائها وأصدقائها»، وشدد على ضرورة القيام بإصلاحات والتعاطي مع هموم الشعوب. وقال المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك «كان صديقاً وحليفاً لنا على مدى ثلاثين عاماً... ومن الطبيعي أن يولد أي تهديد له مخاوف في شأن الاستقرار». وأضاف: «بعد فترة بات واضحاً أنه تحت ضغوط كبيرة، لم يدركها أو لم يرد إدراكها، وتجاهل بالكامل ما يحصل داخل بلاده». وعلى رغم التباعد في الموقف بين واشنطن وحلفاء إقليميين في قراءة الأزمة المصرية، أكد المسؤول أن العلاقة السعودية - الأميركية «مبنية على أساس صلب من مبادئ ومصالح»، واستمرت عبر تحديات كثيرة في العقود الماضية من بينها «حروب وأزمات ونزاعات إقيليمية». وقال: «نحن مسرورون بعودة الملك عبدالله وقيادته زمام الأمور وإصداره عدداً كبيراً من التشريعات منذ حينها». وأشار المسؤول الى أن الإدارة تبحث مع الجانب السعودي في الوضع الإقليمي كون «السعودية بلداً مؤثراً ليس فقط في العالم العربي والإسلامي بل في العالم». وأضاف: «إن ما يجري لا يهز العلاقة، لقد مررنا بأزمات وحروب معاً ونحن قادرون على التعامل مع أي تحديات... إن التغيير هو في نهج العلاقة بين الحكومات والمحكومين». وعن الوضع في البحرين أكد المسؤول أن أولوية واشنطن كانت في التشديد على عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين، ونوه بأن الحكومة هناك «هي أكثر إصلاحية مما يعتقد الكثيرون وربما بسبب إدراكها للتنوع الديموغرافي في المملكة». وأشار الى أنه فيما لم يتخذ الملك حمد بن عيسى الخليفة ما يكفي من الإصلاحات «غير أن لديه رصيداً إصلاحياً ونية بالانخراط»، وذكر بانتخابات 2006 النيابية التي شاركت فيها المعارضة... داعياً الأخيرة الى المشاركة في الحوار اليوم. وعن رأيه في وجود أي لون مذهبي للتحركات الشعبية هناك، قال المسؤول «هناك نبرة مذهبية إنما ليست كل التظاهرات بهذا الطابع». وشجب المسؤول فكرة تحريك إيران للتظاهرات في البحرين، مشيراً الى أن إيران «كما بقية الأطراف لم تستبق ما يجري وليس لديها القدرة على تحريك الأحداث... هم ربما يحاولون التأثير فيها، إنما ليسوا بهذا الذكاء لتسيير البحرينيين». وعن الوضع في اليمن أكد المسؤول أن «هناك قلقاً أميركياً كبيراً من استغلال تنظيم القاعدة لأي فوضى في البلاد، وكونهم متواجدين في اليمن وخططوا لمحاولة اعتداء مطار ديترويت في كانون الأول (ديسمبر) 2009، وبعد ذلك حاولوا إرسال قطع كومبيوتر محشوة متفجرات على الطائرات». وأشار المسؤول الى أن التظاهرات «لا علاقة لها بتنظيم القاعدة، لكن بإمكان التنظيم استغلال الاضطرابات». وعن تصريحات الرئيس اليمني علي عبدالله صالح المتهمة لأميركا وإسرائيل بتحريك ما يجري في العالم العربي، قال المسؤول: «لا يمكننا أن نأخذ هذه التصريحات بجدية، من المؤكد أنها للاستهلاك المحلي وهو (صالح) اتصل بالبيت الأبيض». وعن قدرة الرئيس اليمني على تخطي هذه المرحلة، أشار المسؤول الى أن صالح، الذي تسلم الحكم قبل نحو 30 عاماً، «ليس سلطوياً بالمطلق وواجه تحديات كبيرة وكان قادراً على الإبحار فيها». وأضاف أنه اليوم أمام تحديات «التظاهرات والحوثيين والانقساميين وشح المياه... ولديه القدرة على استيعاب آراء الآخرين». ووصف المسؤول ما يجري في اليمن بأنه «لحظة كبيرة أمام صالح وتحد جدي». وأضاف: «لا يمكن أن أتوقع إنما أعرف أين كان في الماضي وأعتقد أنه قادر على التعامل مع هذا التحدي».