هاجم مواطنون بينهم قانونيون فرع مؤسسة البريد السعودي في منطقة عسير والمسؤولين عنه، بسبب هدر المال العام وتضييع الملايين في صناديق بريدية لم تفعل، ولم يستفد منها أحد، وأصبحت الآن بالية يقرضها الصدأ وتملأها الأتربة، لتتحول إلى ملاذ للحشرات والزواحف على حد قولهم. وذكر المستشار القانوني يحيى الشهراني أن البريد وفر للحشرات والزواحف صناديق آمنة حمتها من الشمس، تلك هي صناديق البريد التي صرفت الدولة عشرات أو مئات الملايين عليها لتركيبها على كل منزل لإحداث ثورة تجعل من «البريد السعودي» وسيلة اتصال فعالة تواكب العصر، مشيراً إلى أنه بمجرد تركيبها ومرور السنوات عليها من دون حراك جعلها تمتلىء بالغبار وتتحطم، ما جعل كثيراً من المواطنين يشكون من هدر هذه الملايين على مشاريع لا تحظى بأي فعالية واهتمام. ولفت المهندس محمد المالكي إلى أن البريد السعودي متأخر جداً، ولم يحقق طموحات المواطن من خلال عدم قدرته على الإيفاء بخدماته، فهو لا يصل للمستفيد بل الأخير من يذهب إليه، بخلاف ما يحدث في أقل بلدان العالم تطوراً، وقال: «ما فائدة ملايين الصناديق التي خسرتها الدولة، وهل هي مجرد عرض جمالي أم ماذا؟». وقال المواطن يحيى عائض: «أنا مواطن ممن فرحوا بتركيب «صناديق البريد» وتوقعت أن تفعل الخدمة وتصلنا بكل سهولة، وبعد مضي السنوات أيقنت أنها عُملت من أجل أن تصدأ ويتراكم فيها الغبار، وها هي مكسرة وبالية، فماذا جنت الدولة و نحن ؟، بينما قال المواطن سعد محمد: «البريد السعودي فاشل تماماً ولا توجد لخدمة الصناديق أية فائدة على الإطلاق، وأعتقد أن العمل في المؤسسة العامة للبريد عشوائي وغير متابع، وإلا فما معنى كل هذا الإهمال؟». من جهته، أوضح المدير العام لبريد منطقة عسير مشبب معلوي أن أمر الصناديق ليس من اختصاصه، بل من اختصاص المؤسسة العامة في منطقة الرياض.