الضحك يأخذ سارة لمكان مختلف جداً، تشعر مع ابنة أختها جنا بأنهما على جناح طير، تطيران فوق السحاب بطريقة جميلة، تمسك بها بقوة وتعانقها بطريقتها، ثم تلعبان حتى تتعبا، ولا تشعر سارة وجنا بالملل من اللعب وحتى التعلم، فتحب سارة تعليم جنا بطريقتها، ويشاركهما دوماً الشقيق الأكبر فواز، إذ لا يمل من اللعب مع جنا عند دخوله المنزل، فهو يمضي معها وقتاً طويلاً، ويتعلمان أشياء جميلة، تقول والدة جنا: «طفلتي جنا عمرها 14 عاماً مصابة بمتلازمة سوتو وطيف التوحد، وعلى رغم المعاناة التي مررنا بها منذ ولادتها، إلا أنها تتطور ولله الحمد وهي ذكية جداً، وتحب سارة وفواز، وتمضي وقتاً جميلاً باللعب معهما، خصوصاً عند سماع أناشيد الأطفال، وعلى رغم أنها مزاجية إلا أنها تمنحنا وقتاً جيداً للتعلم، وكانت ضمن مركز إرادة في الجبيل الصناعية منذ 4 أعوام، ولكن تم إخراجها من المركز الذي تتعلم فيه لعدم إمكانيته في مساعدتها وتوفر وسائل تساعدها في تطوير قدراتها، على رغم أنني أحضر معها أيام العلاج ومع ذلك لم أجد أجابه مقنعة»! وتتمنى والدة جنا ناصر العبدالقادر (14 عاماً) أن يتحقق حلمها برؤية طفلتها تعود للسير من جديد، وتتواصل مع الناس بشكل جيد، خصوصاً بعد موعدهم المقبل في مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية. وتقول سارة سعود الناصر (10 أعوام): «جنا ابنة أختي وأحب اللعب معها دوماً وأحياناً أعلمها بطريقة ذكية لأنها تمتلك ذكاء جيد، وأحرص على قضاء وقت ممتع معها، وأتمنى دائماً بأن تتحسن حالتها الصحية، وتتعلم أكثر وتصبح في مهنة تحبها، وتتطور ذلك بشكل ملفت». وتحب سارة الرسم منذ صغرها، فهي ترسم الطبيعة بأشكال مختلفة وربما تغير في ألوانها لتضيف لوناً جذاباً رائعاً يلفت النظر لكل من ينظر للوحة، وغالباً تحب الرسم في أوقات الفراغ وخصوصاً في حصة الرسم في المدرسة، إذ تساعدهم المعلمة فاطمة في تكوين شخصياتهن الفنية، وتعمل على تعليمهم أسس الفن بكل أنواعه سواء الرسم أو النقش أو الأعمال اليدوية، تقول: «تعطينا المعلمة هدية وتأخذ اللوحات بعد انتهاء الرسمة لتضعها في صف الفنية، بصراحة أشعر بسعادة عندما يتم احترام العمل الذي أقدمه، فالمعلمة دوماً تسعى لفعل ذلك معنا، وأحب أشكرها على مساعدتها ودعمها». وتشعر سارة بالسعادة عندما يحقق كل من حولها أحلامهم وستطور موهبتها في الرسم وستقيم معرضاً فنياً لرسوماتها ثلاثية الأبعاد، وتضيف: «هذا العمل سيكون مختلف تماماً لأنه ثلاثي الأبعاد، وسيكون معرضاً جميلاً مبتكراً، وأتمنى رؤية صديقاتي مع قرب المدرسة ودخول أول حصة للرياضة، وأن تحقق جنا كل ما تحلم به».