على رغم أن علم الرياضيات من العلوم الصعبة لدى بعضهم، إلا أن ديمة عكست مشكلة بعض الأطفال في جمع وطرح الأرقام، وحققت رقماً قياسياً جيداً على مستوى المدرسة، كما تردد قائلة: «الأرقام ليست صعبة، فقط نركز عليها وستطير من أمام أعيننا، لنفهم كيف نجمعها أو نطرحها بشكل جيد، من دون قيود، وهنا سنحقق نجاحاً مبهراً في المدرسة، وعلى مر الزمن ربما سنصبح معلمين لمادة الرياضيات، أو ندخل عالم وكالة ناس عالمياً». ديمة محمد المحيميد (10 أعوام) تحب مادة الرياضيات، وتجدها أسهل مادة علمية في المدرسة، وغالباً تساعد زميلاتها في الصف، بعد موافقة المعلمة، لتقديم المساعدة والعون لهن، تقول: «ليس هناك شيء صعب في حياتي، لذلك أسهل الأمور أمامي، وبخاصة في المدرسة، تجدونني دوماً أساعد زميلات في الصف، سواء في شرح وفهم مادة الرياضيات أم في القراءة، فالمعلمة تطلب مني دوماً تقديم الدعم لهن وتشجيعهن، وبصراحة هذا يساعدني في الفهم بشكل أكبر». وأضافت: «أكتسب خبرة جيدة بتعليمهن، فالمعلم يدرس ويتخرج ويصبح معلماً، وأنا الآن بمثابة المعلمة الصغيرة التي تقدم الدروس لزميلات لها بمثل عمرها، وهو يعطي انطباعاً جيداً بيننا، وتكون العلاقة دوماً قوية». وتتابع: «اكثير من الأطفال لا يحبون مادة الرياضيات، ربما يكون ذلك بسبب المعلم الذي يشرح، ويبدأ الأمر صعباً على الطفل في فهم الطرح والضرب، وربما لا يعرف أيضاً كيف يحل المعادلات عندما ينتقل إلى صفوف عليا، لذك لا بد أن يدرس الوالدان أولاً قبل أن يشرحوا لأطفالهم علم الرياضيات». المساعدة بين الناس تراها ديمة من الخصال والصفات الجميلة في حياة الطفل، فهي ستحل كثيراً من المشكلات التي تقع بين الطلاب في المدرسة، فالمساعدة في شكل جيد من دون منح النفس حقها أيضاً يزرع بداخل الطفل - كما تقول - الثقة الكبيرة بنفسه. تحب ديمة قراءة القصص القصيرة، التي تنمي عقلها وتقوي ثقافتها ولغتها، وهي بمثابة معلم متنقل نمسكه بيدينا، وأحياناً لا نشعر بقيمته إلا حينما نكبر، تقول: «الكتاب من أفضل العلوم التي لا بد أن يهتم بها الوالدان، فهي تنمّي ثقافة الطفل وتمنحه وعياً جيداً، وتقدم له لغة قوية تساعده في تطوير فهمه لمادة لغتي أو مواد أخرى مدرسية». الصديقات بالنسبة لديمة هن عبق الحياة وجمالها، ومن الطبيعي أن يصبح لكل طفل صديق ملهم أيضاً تقول: «صديقتي فرح، وهي تحب المساعدة مثلي، وكذلك عائلتي أيضاً، لعل ما أقدمه انعكاس لما تقوم به عائلتي الجميلة من دعم لمن حولها، لذلك أصبحت أساعد بلا حدود كل من حولي، ولا أفكر في شيء سوى المساعدة ورسم بسمة جميلة». وتضيف: «في حصة الفراغ غالباً نحب تطوير بعض الأمور في شخصياتنا، أنا وفرح، بموافقة من المعلمة، فنقرأ أو نلعب أو نتعلم شيئاً مفيداً ونساعد زميلاتنا داخل الصف في مهمات المدرسة التي تصعب عليهن، وأحب حصة التربية الفنية. لكني لا أحب الرسم، ومع ذلك أحب التلوين في شكل جيد، وأعلق دوماً على لوحات شقيقتي منار في شكل لافت، لأنها ترسم شيئاً عجيباً رائعاً، وأنا أدعمها بقوة كدعمها لي». تخطط ديمة لأن تصبح، حين تكبر، معلمة لمادة الرياضيات، وستساعد كثيراً من الأطفال الذين لا يفهمونها، من دون عصبية أو صراخ أو ضرب، فالمادة تحتاج إلى فهم ووعي في شكل جيد، كما تقول، وتحلم بأن يعم السلام جميع قلوب الأطفال.