تحت زخات المطر يحملون مظلاتهم الملونة متجهين لمدرستهم سيراً على الأقدام، وكل شيء حولهم في أرض مدينة هامبورغ ملونة بطريقة جميلة يحبونها كأنها منزلهما الثاني. المبتعثون الصغار مع والديهما سارة وعبدالله مع كل تلك الأجواء المليئة بالمطر والضحك يعيشون تجارب ويوميات رائعة يسجلونها في دفتر يومياتهم للذكرى إلى حين عودتهم إلى أرض الوطن. تقول سارا سعود بن جديعان (10 أعوام): «الدراسة في ألمانيا جدا رائعة ولكنها صعبة، وأنا في الصف الرابع أدرس الأحياء والكيمياء ومواد علمية، والمدرسة تعلمنا لغتين الإنكليزية والألمانية ثم الإسبانية والفرنسية، يهتمون كثيراً بتعدد اللغات، وهذا إن كان صعباً فهو سيكون جيداً لنا في المستقبل». وأحياناً تشعر سارا بالغربة في هامبورج للعنصرية عند الأطفال، ومع ذلك لم يمنعها من تكوين صداقات جيدة معهم، ولحبها الشديد لتكوين العلاقات تخطت هذه المشكلات بسرعة، تقول: «لدي صديقات من خارج المدرسة وأزورهم وأحب القراءة في المكتبة معهم، وأصبحنا ندرس سوياً ونلعب ألعاباً حسابية، فهذا يقوي علاقتنا مع بعضنا، إضافة لتقوية فهمنا». وتقول: «لدي في المدرسة أنشطة كثيرة ولكن مجموعة فك النزاعات كانت الأجمل، فهي تهتم بحل مشكلات الطلاب من دون الرجوع للمعلمين أو الإدارة وهذه تقوي الشخصية وتوجد حلولاً جيدة، وأمارس كثيراً الرياضة أصبحت أحب المشي والاهتمام بلياقة جسمي وألعب ألعاب الدفاع عن النفس مثل الكاراتيه والتايكواندو، وهي بلا شك طورت ثقتي بنفسي بشكل كبير وأزاحت حاجز الخوف، وأيضاً إلقاء كلمات في المناسبات عززت داخلي شعورا كبيرا لا أستطيع وصفه، كما أن الرحلات المدرسية العلمية جعلتني أحب الاستطلاع والبحث بشكل كبير». وللرسم دعم بشكل مختلف في هامبورج وهذا ما ساعد سارا في تطوير موهبتها عن طريق حضور دروس للرسم وعرض لوحاتها في أماكن مناسبة، وفي كل مرة تسير بها أقدامها لمكتبة المدرسة في وقت الفراغ لتنهي قراءة كتاباً في كل أسبوع، تقول: «كل شيء مرتبط بالفن تسعى مدرسي دوماً لدعمه وتطويره وأنا سعيدة جداً، كذلك أحب اليوم الذي يتم تكريمنا فيه وهذا شيء ثمين بالنسبة لي، فالتكريم الذي نحظى به كل شهرين في المدرسة يزيد من حبنا لها ويشجعنا على الإبداع بطريقة غير مباشرة». وحينما كان يحضر عرضاً مسرحياً لشقيقة سارا قام من على كرسيه سعيداً منادياً باسمها بطريقته وسط ذهول وإعجاب الحضور وينتهي هذا النداء بالتصفيق لعبدالله (5 أعوام) يقول: «أنا فخور جداً بشقيقتي سارا، لذلك أناديها بطريقتي وأحب أن أشعرها بالفرح قبل بدء العرض على المسرح لأن هذا يشجعها ويجعلها دوماً تبتسم». ويضيف قائلاً: «أحب تعلم اللغات مثل شقيقتي سارا، ففي مدرستي أتعلم لغتين الآن، وهم يجعلونا نحب الدراسة لأنهم يعلمونا كل شيء بالترفيه وهذا أسرع طريقة للتعلم، وعلى رغم صعوبة اللغة الألمانية إلا أنني أفهمها وتعلمتها بسرعة، وأحب أصدقائي كثيراً فهم من جميع أنحاء العالم في المدرسة، من أميركا والهند وكوريا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا، أيضاً لا أنسى موقفاً جميلاً حينما فاجأتني عائلتي القادمة من السعودية لاستقبالي أنا وشقيقتي سارا من المدرسة، جميعهم جدي وجدتي وخالاتي كنت سعيداً بهم، ولا أنسى هذه المفاجئة المليئة بالحب». يحب عبدالله جمع السيارات والحيوانات الصغيرة، ويبحث عن علوم الفلك، ويقدم معلومات عن الفضاء وينظر دوماً عبر تلسكوب كان هدية من والديه في الفضاء عن أي شيء، وبهذه الطريقة ينظر له بأنه مستكشف وباحث صغير. وتتمنى سارا وشقيقها عبد الله بأن يصبحوا مبدعين أكثر في تعلم لغات مختلفة عدة، وحل مشكلة دفع الرسوم الدراسية لجميع الأطفال المبتعثين مع أسرهم في ألمانيا التي بلغت 8 ألاف يورو.