توقعت مصادر في قطاع الطاقة أن تطرح السعودية مناقصة لإنشاء مفاعلاتها النووية الأولى الشهر المقبل، وإنها ستخاطب بائعين محتملين من دول بينها كوريا الجنوبية، وفرنسا، والصين. وقال ثلاثة مصادر في القطاع إن السعودية تريد بدء أعمال الإنشاء العام المقبل، في محطتين بطاقة إجمالية تصل إلى 2.8 غيغاوات، في الوقت الذي تقتفي فيه المملكة أثر جارتها الإمارات العربية المتحدة في السعي لاستخدام الطاقة النووية. وسيجعل هذا المملكة ثاني دولة في العالم العربي تلجأ لاستخدام الطاقة النووية، باعتبارها وسيلة لتنويع إمداداتها من الطاقة لسكانها البالغ عددهم 32 مليون نسمة. ومن المتوقع أن تدخل أول محطة للطاقة النووية في الإمارات حيز التشغيل العام المقبل. وقال مصدر في القطاع «المنافسة ستكون حامية»، متوقعاً أن ترسل السعودية طلب معلومات إلى الموردين في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بما يمثل البداية الرسمية لعملية المناقصة عقب دراسات الجدوى. ورجحت المصادر أن تقدم السعودية المزيد من التفاصيل بخصوص هذه الخطط في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الذي يعقد في فيينا الأسبوع المقبل. تأتي المحطتان في إطار خطط تتبناها المملكة منذ فترة طويلة لتنويع إمدادات الطاقة. وتلقت الخطط دعماً إضافياً باعتبارها جزءا من «رؤية 2030». ولم ترد مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة المعنية بخطط الطاقة النووية في البلاد على طلبات للتعليق حتى الآن. وتقول مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة على موقعها الالكتروني إنه في الأمد الطويل تدرس المملكة بناء طاقة إنتاجية لتوليد 17.6 غيغاوات من الكهرباء باستخدام الطاقة النووية بحلول 2032. ويعادل ذلك الطاقة المنتجة من حوالى 17 مفاعلاً نووياً قياسياً ما يجعله أكبر عقد في العالم بعد جنوب أفريقيا والهند. وتوقع مصدر في القطاع بكوريا الجنوبية على اطلاع مباشر بالمسألة أن تصدر الرياض طلب معلومات لأول محطتين في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، إلى خمسة مشاركين محتملين في المناقصة، وهم: كوريا، الجنوبية، والصين، وفرنسا، وروسيا، والهند. وقال مصدر سعودي مطلع على الخطط إن الهدف هو صب الخرسانة الأولى لمبنى احتواء المفاعل في 2018، لكن الجداول الزمنية لبناء المفاعلات النووية عادة ما تواجه تأخيرات. وزار وزير فرنسي كبير والرئيسان التنفيذيان لشركتي «إي.دي.إف» الفرنسية للمرافق وأريفا لبناء المفاعلات النووية المملكة في 2013، في حين زار وفد سعودي بقيادة رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة هاشم يماني باريس في تموز (يوليو) لمناقشة خطط الرياض النووية. وذكرت وسائل إعلام عربية أن مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة بحثت دراسات الجدوى الخاصة ببناء أول مفاعلين في المملكة مع مسؤولين صينيين في بكين الشهر الماضي وأجرت شركة «روس آتوم» للطاقة النووية المملوكة للحكومة الروسية، محادثات مع مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة في شأن الطموحات النووية للمملكة. وسيواجه الجميع منافسة شديدة من تحالفات أميركية، ويابانية، وكورية جنوبية. فتحالف «وستنجهاوس-توشيبا» يتمتع بعلاقات وطيدة مع الشرق الأوسط، ووجه تحالف تقوده كوريا الجنوبية ضربة قوية لمنافسه الفرنسي بفوزه المفاجئ بعقد قيمته 40 بليون دولار في أبوظبي العام 2009. ومن المقرر أن يدخل أول مفاعل نووي من بين أربعة مفاعلات تبنيها كيبكو في الإمارات العربية المتحدة حيز التشغيل العام المقبل.