أكدت قيادة العمليات المشتركة في العراق انطلاق عملية عسكرية سُميت ب «الوديان الثلاثة» لإنهاء وجود أي نشاط لتنظيم «داعش» في مناطق شمال شرق محافظة ديالى، فيما استمر نشاط الاستخبارات العسكرية في قضاء الحويجة غرب كركوك استعداداً لبدء عملية تحريره من سيطرة التنظيم. وأعلن الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول أن «عمليات الاستخبارات العسكرية مستمرة في قضاء الحويجة واستهدفت اليوم (أمس) بضربات جوية مقرات قياديي داعش ومعامل التفخيخ الخاصة بهم». وأوضح أن «عدد مسلحي تنظيم داعش في الحويجة حوالى 2000 مسلح»، مضيفاً أن «العملية العسكرية في قضاء الحويجة ستبدأ بعد الانتهاء من القصف الجوي لمواقع التنظيم». وأشار إلى أنه «لا يوجد سقف زمني محدد، وفور تحديد الوقت سيتم الإعلان عنه رسمياً ببيان»، مؤكداً «إمكان انطلاق عدد من العمليات العسكرية لتحرير الأراضي العراقية في وقت واحد». وشدد بيان لخلية الإعلام الحربي على أن «الضربات استهدفت أماكن تفخيخ ومخازن لأسلحة داعش الإرهابي، أسفرت عن تدمير وحرق أماكن التفخيخ والمستودعات وقتل العشرات منهم». وتابع أن «الطيران العراقي ألقى آلاف المنشورات على مناطق الحويجة والساحل الأيسر من الشرقاط تحذر عناصر داعش من أن ساعة الحساب باتت قريبة، وعليهم تسليم أنفسهم». وقال مصدر في كركوك ل «الحياة» إن «طيران التحالف الدولي قصف موقعاً فيه عدد من قادة داعش وسط قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك»، مبيناً أن «المعلومات الأولية تشير إلى مقتل سبعة من أبرز قادة التنظيم، غالبيتهم يحملون جنسيات أجنبية وانتقلوا من نينوى إلى الحويجة»، موضحاً أن «الضربة الجوية أسفرت أيضاً عن تدمير عدد من السيارات ووحدة تكتيكية تابعة للتنظيم». وأعلن التحالف الدولي، الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش»، أن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى أطراف قضاء الحويجة تمهيداً لتحريره من سيطرة داعش، وقال الناطق باسم التحالف، رايان ديلون، إن «داعش مستمر في التراجع، وأن أحدث التقديرات تشير إلى وجود أقل من ألف مقاتل للتنظيم في قضاء الحويجة»، مشيراً إلى أن «طائرات التحالف قامت بأكثر من 15 طلعة جوية وقصفت مواقع مهمة لداعش في الحويجة». في ديالى أعلن قائد العمليات، الفريق الركن مزهر العزاوي، أن «قوات أمنية مشتركة من الشرطة والجيش والحشد الشعبي مدعومة بطيران الجيش، شرعت في عملية عسكرية لإنهاء وجود أي نشاط لتنظيم داعش في المناطق المحصورة بين نفط خانة وخانقين وتشمل وديان ثلاب والحديدين وقزلاق شمال شرق ديالى». وأضاف العزاوي في بيان أن «هذه العملية من ثلاثة محاور وهي تأتي في إطار عمليات دجلة لتأمين المناطق». وأعلن العزاوي أن «قوات أمنية مشتركة قتلت ستة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة، فيما حاصرت القوات عدداً آخر في وادي ثلاب شمال شرق بعقوبة»، مضيفاً أن «القوات المشتركة دمرت لغاية الآن ثلاثة مواقع لتنظيم داعش في العملية العسكرية التي انطلقت بين خانقين ونفط خانة ضمن الوديان الثلاثة (وادي ثلاب، وادي الحديديين، وادي قزلاق)». وأكد مصدر أمني قتل تسعة عناصر من تنظيم «داعش»، وتدمير أحد مواقعه شمال شرقي ديالى. وأوضح ل «الحياة» أنه «خلال عملية نفذتها القوات الأمنية وقوات من الحشد الشعبي في وادي زلو وثلاب والحديدين شمال شرقي ديالى، قتل تسعة إرهابيين وتم تدمير مركز للتنظيم». وأضاف أن المركز «كان يحوي أحزمة ناسفة وأعتدة ومتفجرات ونواظير ليلية وأجهزة موبايل، إلى جانب تفكيك 13 عبوة ناسفة من جانب الجهد الهندسي». وفي الأنبار قال مصدر أمني ل «الحياة» إن «طيران التحالف الدولي قصف ثلاث عجلات مفخخة في مناطق متفرقة من مدينة عنة غربي المحافظة»، مشيراً إلى أن «القصف أسفر عن تدمير تلك العجلات وقتل عدد من عناصر التنظيم». وتحدثت مصادر محلية عن أن طائرات القوة الجوية ألقت ليلة أول من أمس مئات الآلاف من المنشورات على مدن عنه وراوه والقائم، غرب الأنبار، موضحة أن المنشورات تتضمن تعليمات وتوصيات للمواطنين بالبقاء في منازلهم والابتعاد من مواقع داعش المعروفة مثل المقرات ونقاط التفتيش ومواقع المدفعية والثكنات، لأنها ستكون أهدافاً للقصف، والاستعداد للخروج عبر الممرات الآمنة التي ستحددها القوات الأمنية.