شهدت سوق الأستوديوات الصوتية انتعاشاً في الآونة الأخيرة، مستقطبة فنانين سعوديين امتهنوا إنتاج الأناشيد والأغاني الخاصة بأسماء معينة، وذلك لإحياء حفلات أعياد الميلاد والزفاف وحفلات التخرج والمناسبات الخاصة، إضافة إلى الإنتاج الصوتي لمقدمات الرسائل العلمية والأنشطة الجامعية. إلا أن هذا العمل الحر الذي يدر على العاملين فيه مبالغ كبيرة، لم يقتصر على الفنانين الشبان، إذ استقطب سعوديات في الأعوام الأخيرة، على رغم «التحفظات المجتمعية»، على العمل في مجال الفن الصوتي والإنتاج في أستوديوات صوتية. وتخلت بعض من دخلن هذا المجال عن شهاداتهن الجامعية. إذ «لا توفر هذه التخصصات وظائف بدخل جيد»، بحسب قولهن، ففضلن استغلال مواهبهن في العمل بهذا المجال. فيما اتجهت أخريات إلى عمل «فرق فنية» نسائية، تحت إشراف مجموعات فنية رجالية، وذلك لتقديم أوبريتات ووصلات إنشادية وغنائية في المحافل الرسمية للجمعيات النسائية، أو المدارس والجامعات. وذكرت منى مصلح، وهي مديرة تسويق في أستوديو فني، ل «الحياة»، أنها تعمل ضمن «فريق العمل الشبابي بدوام رسمي، ويهتم الفريق بالعمل مع الشركات والأفراد الراغبين في الإفادة من الخدمات الفنية، سواءً في مجال الإنتاج الصوتي أم في الإفادة من وسائط الإعلام الجديد، خلال أدواته المتنوعة، وهو فريق يملك مواهب متنوعة في المجال الفني والموسيقي وقدرات إبداعية في التسويق والتواصل الاجتماعي»، لافتة إلى أن «أفكار هذا الفريق تتولد من الاطلاع على حاجات السوق، وأحياناً تكون مغامرة إبداعية، موضحة أن «الأعمال غير محصورة على الزفات والحفلات». وأشارت مصلح إلى أن هذا الفريق الجديد «يجمع الجنسين: الشبان والفتيات، وهو يمثل نقلة جديدة في عالم الإنتاج الفني، انطلقنا فيها وقدمنا منتجات فنية وإعلامية متنوعة ومبتكرة، وطرحنا أفكاراً تقليدية ومألوفة، ولكن بطريقة مبتكرة وجديدة»، مضيفة «نستثمر الطاقة الشابة لخلق أفكار خلاقة إعلامياً، فنياً وتسويقياً، ونعمل جميعاً فتيات وشباناً بعيداً عن التخصصات الجامعية». ويستغل أعضاء الفرقة مواهبهم في تنفيذ الإعلانات التجارية وتنفيذ الألبومات الفنية، إضافة إلى تنفيذ ألبومات صوتية خاصة لمختلف الحفلات والمناسبات، وتنفيذ المؤثرات والمقدمات الصوتية المصاحبة للبرامج والمسلسلات وغيرها من الأعمال الفنية وأعمال البدائل الصوتية عن الآلات الموسيقية، بأصوات المؤثرات البشرية. و تقديم الدعم الفني الصوتي لشركات الدعاية والإعلان وشركات الإنتاج والخدمات الإعلامية ومديري صفحات التواصل الاجتماعي. وقالت مصلح: «معظمنا من السعوديين والسعوديات، ومن تخصصات علمية مختلفة. وترتكز طبيعة عملنا في الأساس على الهواية والإبداع»، مؤكدة تقبل المجتمع لعملهم. وقالت: «كلنا نتعامل مع الجمهور بأسمائنا الصريحة من دون أية قيود والمجتمع يشجع ذلك، وحققنا نجاحاً يفوق التوقعات في الحقيقة، ونطمح للتعاقد مع عدد إضافي من الشركات والإذاعات السعودية قريباً». وحول عمل نسخة أخرى من الأغاني المشهورة بصوت آخر، ولكن من دون موسيقى وبأسماء معينة، أوضحت أن «فكرة تنفيذ الزفات الخاصة بالأسماء هي ذاتها فكرة إحياء الحفلات، فالكثير من العملاء يطلبون أغاني مشهورة في الساحة الفنية، ونقوم بعملها بصوت فردي أحياناً، أو «دويتو» جماعي بين إحدى فتيات الفريق وأحد الشبان، ولكن بإضافة اسم معين للزفة أو بإخفاء الموسيقى».وأكدت مصلح أن الفريق «فتح مجال التدريب الفني للفتيات». وأشارت إلى إعلان بث الفريق خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لاستقطاب عناصر جديدة، «إلا أنه لم يتقدم إلا عدد قليل جداً. ولم ينتظموا في الحضور لاحقاً». وحول الصعوبات التي تواجههن، ذكرت أن «أكبر صعوبة تتمثل في اختيار المكان المهيأ للعمل، الذي يمكنه استقبال العملاء، وكيفية إعداده إعداداً كاملاً. بدورها، أكدت رئيسة إحدى المجموعات الإنشادية الفنية (تحتفظ «الحياة» باسمها) أن «فكرة عمل المجموعة بدأت حينما لم تجد صديقات فرصة للعمل بعد تخرجهن من الجامعة، فاستغللن موهبتهن في الإنشاد، لتقديم وصلات إنشادية في المحافل الرسمية النسائية»، مشيرة إلى أن أعمالهن «تدر أرباحاً كبيرة، ولاقت صدى جيداً في المجتمع المحافظ».