عماد محمد يلحظ المتتبع للمواهب الشابة في المنطقة، غيابهم عن الساحة الفنية سواء على مستوى المملكة، أو خارجها، وفيما تكثرالمشكلات مع شركات الإنتاج، يحاول الشباب اللجوء لمنفذ آخرعبر المناسبات والجلسات، فيطورون من موهبتهم ويصقلونها، حتى ولو لم يتلقوا أي أجرمادي. تجارب وشباب يرى عماد محمد صعوبة في تحديد مستوى شهرته لكونه طالباً مبتعثاً في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولا يعد نفسه شخصاً مشهوراً. ويعتقد أن شهرته كان لها صدى جيد على مستوى المملكة العربية السعودية، بحسب ما وصله. يقول «مازلت في بداياتي، لكنني علي يقين بأن صوتي قد وصل لعدد لا يستهان به من المناطق الأخرى، وعلى سبيل المثال موقع (الحصري ويانا غير) وصل عدد تنزيل أغنيتي»بعض الأيام» ل (35631) ولا أتوقع أن هذا العدد يقتصر على أهل منطقتي، بالإضافة إلى الروابط الأخرى على المواقع الأخرى». ويؤكد بأن حلم كل فنان أن يصل لأكبر شريحة من الناس لكن هدفه أن يصل عبر فن راق وجميل بغض النظرعن عدد الناس المستمعة. ولخص عماد المشكلات التي تعيق الطاقات الشابة، افتقارالمملكة للمؤسسات الداعمة للشباب «لا يوجد طريق ممهد ليمشي عليه الهاوي أوالفنان ليصل إلى الناس، وكل يعمل بطريقته الخاصة، إضافة إلى التكلفة المادية العالية»، مشيراً إلى التكلفة المادية العالية التي كلفها إصدار أغنيته «بعض الأيام» والتي لولا دعم والده ما تمت. ولم يحصل عماد على فرصة لتوقيع عقد مع أي شركة إنتاج، ولكنه أثناء تسجيله لأغنيته جاء إليه عرض من إحدى الشركات ولم تناسبه الشروط، «كانت تلغيني كفنان!». شكري عاشور ولم يلتزم عباس الشيوخ مع أي شركة إنتاج، ولم يبحث، ولم تأته عروض، بل يقدم الأغاني المنفردة على حسابه الخاص قدر المستطاع. ويغني في المناسبات ويتلقى الأجر الذي يسعى أن يكفي الفرقة الموسيقية فقط، مستفيداً من التجربة في تنمية صوته وموهبته. ويتهم الشيوخ الإذاعات السعودية بالتقصير تجاه المواهب الشابة، وذكر مثالاً لتجربته الخاصة، في إحدى أغانيه تلقى عرضا من إذاعتين، سعودية وإماراتية لعرضها، وفضل السعودية لكنها لم تف بوعودها. ويؤكد الشيوخ أنه راض عن نفسه ومكانة اسمه في الوسط ولا يواجه أي معوقات «أنا أعمل وأتمنى أن يظهرني عملي في الوسط الفني». وينتقد شركات الإنتاج التي تسيطرعليها الشللية، «لو كانت تجلب المواهب كل حسب موهبته، لكنا بخير، لكن كل منتدى يبحث عن أصدقائه والمقربين». ولا يعيق رفض شركات الإنتاج لأغاني الشيوخ، لأن يصدرها، فهو يؤكد أنه لو لم توافق الشركة التي كلمها في الفترة الأخيرة لإصدار إحدى أغنياته، سينتجها على حسابه الخاص. سلطان الراشد وتؤكد هبة، مديرة أعمال سلطان الراشد، أنه لا يتلقى أي دعم من شركات الإنتاج، ومواضيعه مؤجلة دائماً. بينما يتهم الراشد شركات الإنتاج المحلية باهتمامها بالأجانب وتركها لأبناء البلد، بالإضافة إلى تركيزها على الشكل والمظهر. ويغني الراشد في حفلات الزواج وفي غالبيتها لا يتلقى أجراً مادياً، بل لمحبة الناس له، يحب أن يشاركهم فرحتهم. ولا يعد الفن مصدراً للرزق، فالزكام قد ينهي كل شيء! ويعتقد الراشد أن عروض شركات الإنتاج احتكارية 100%، وهي عبارة عن»مص دم» وتضر الفنان أكثرمما تنفعه. ويتمنى الراشد أن يكون عند ثقة ومحبة جمهوره الحالي. الفتيات يفضلن الأعراس ولا تفكرهدى الجابري في موضوع الشهرة أو تسجيل الأغاني وتركز على الحفلات والمناسبات، «لو تخطينا الحفلات والمناسبات، نحتاج لشغل والتزام ووقت» مؤكدة تلقيها لعدد من العروض التي رفضتها لرغبتها في عدم الظهور. ولا تطمح خلود الخالد لأكثر من حفلات الزواج وأعياد الميلاد، ولم تدخل الوسط إلا لأنها لم تجد وظيفة بعد تخرجها من الكلية. ونصحها أكثر من ملحن بتسجيل الأغاني وعدم دفن موهبتها، وتقول إنها ربما تصدر أغنية للراديو فقط، وهي راضية عن مستوى شهرتها. كذلك أدخلت البطالة بعد التخرج بتقدير امتياز من الجامعة جميلة الشواي للفن، فهي تغني في حفلات الزواج، لكنها لا تتلقى أجرا ماديا كافيا، وتفكر في إصدار أغان منفردة للراديو فقط. وتقتصر مشاركات لطيفة العلي على الأوبريتات الوطنية والاجتماعية فقط، ولا تفكر بالأغاني الخاصة بسبب المجتمع. وتبحث عن الشهرة عبرالأوبريتات، وليس على النطاق الشخصي. الأصوات تفتقر الدعم ويرى صاحب إحدى الفرق الموسيقية، حسن زين أن الأصوات الشابة في المملكة تتخذ خيارين إما بالهجرة أو بالذهاب لبرامج المواهب. ويعتقد بأن الجرعات الإعلامية التي يتلقاها الموهوب عبر هذه البرامج تسمح بظهوره، وبتلقيه للعروض من شركات الإنتاج. ويؤكد زين أن الموهبة قد تفقد إن لم تجد مناخاً صحياً لتنميتها، متهماً شركات الإنتاج التي تتعامل مع الفنان «كسلعة». ويعد المناسبات وحفلات الزواج والاستراحات المتنفس الوحيد للمواهب الشابة، وأياً كان مردودها المادي، فهو أفضل من لا شيء، بالإضافة إلى أنها تكسبه الخبرة. ويرى زين أن المجتمع عبارة عن منجم للأصوات الجميلة، وافترض على جمعيات الثقافة والفنون، أن تلتزم بدورها، فهي البيئة الصحية لظهورالمواهب وتنميتها. مشيراً إلى تجربة الفنان راشد الماجد التي اكتشفت عبرحفل مواهب في المعهد الصناعي. وفيما يخص الفتيات، يؤكد زين بأنهن يخضعن للعادات والتقاليد، ويحاولن ممارسة الهواية في إطارالمجتمع، ولوهي أرادت لن يقبل رجال عائلتها. ويرى الموسيقي شكري عاشور أن الوضع الحالي مختلف عن السنوات الماضية، «كنا عندما نريد تسجيل أغنية نحتاج التملق لفلان وعلان وكثير من الناس عملوها». ويعتقد أن شركات الإنتاج تدخل الفنان في متاهات، وعقودها لا تنصف الطاقات الجديدة، هذا بالإضافة إلى كونهم لا يفضلون المغامرة والمراهنة على موهبة تظهر للتو. ويؤكد بأن الأمر تجاري بحت، ويعول على الأغاني المنفردة أكثر من فكرة الألبومات ومشكلات شركات الإنتاج. وبدا عاشور متفائلاً بالطاقات الشابة والمواهب، ويعتقد أن المواهب ينقصها اهتمام جمعيات الثقافة والفنون، بالإضافة إلى المعاهد والكليات.