أوضح عضو مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور محمد قرقاش، أن «التصعيد الإعلامي الذي تشهده أزمة قطر مؤسف ومتوقع، ويوقد المشاعر ويؤججها، لكنه لا يدل على طريق للحلول، فهذه بدورها بحاجة إلى مراجعة شجاعة»، مضيفاً في تغريدة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أن «قطر اكتشفت في أزمتها أنها يائسة من دون محيطها، واستبداله مستحيل جغرافياً واجتماعياً وتاريخياً، والخطوة التالية ضرورة التعامل مع مشاغل هذا المحيط». ووجه قرقاش نصيحة إلى من وصفهم ب«حكماء قطر»، قائلاً: «مع بدء موسم سياسي حافل على حكماء قطر أن ينصحوا أن التدويل والمظلومية والشكاوى الدولية لن تنهي الأزمة، السبيل الأنجح هو المصارحة والمراجعة، وفي ظل هذه الحقائق الواضحة سيفشل استجداء الدوحة التدخل الخارجي، وفي ظل الوضوح اتضح محدودية أدواتها الإعلامية، ويبقى الجوار الخيار الطبيعي». وحول تقييمه لأسلوب الدبلوماسية القطرية، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي: «الخطة التي اعتمدتها الدبلوماسية القطرية غير فاعلة أو مؤثرة، قد تضر السمعة إلى حين و لكنها لا تخرج قطر من مأزقها، فرصة للدوحة للتأمل والحكمة». وتناول قرقاش في سلسلة تغريدات متتالية أسس التنمية في منطقة الخليج، قائلاً: «التنمية ونهضة المواطن هي سر نجاح دول الخليج، نسعد لافتتاح المشاريع والبنى التحتية بقدر اعتراضنا على تمويل التطرف والتدخل في الشؤون الداخلية». وشدد على أن دول الخليج لم ترتبط يوماً بالتطرف أو الإرهاب، موضحاً: «ازدهار دول الخليج ارتبط بالتطوير والتنمية والاستثمار في الإنسان، ولم يرتبط يوماً بتمويل التطرف والإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي، هذه حقيقة موثقة». وأضاف: «أي مشروع تنموي هو إضافة إيجابية للمنظومة الخليجية، حتى في أزمتها الحالية، وعكس ذلك الاستمرار في توفير منصة متكاملة للفكر والعمل المتطرف». كما تناول قرقاش تصريحات وزير خارجية المملكة عادل الجبير، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، في العاصمة البريطانية لندن أول من أمس. وقال قرقاش: «تصريحات الجبير حول إشاعات التقارب مع إيران ووصفه لها بالمضحكة كذبت الجار المربك والمرتبك، المسألة في جوهرها تبرير لإعادة السفير إلى طهران»، مؤكداً أن «الحقيقة أن السعودية أحرجت النظام الإيراني بتعاملها المميز مع الحجاج الإيرانيين، على رغم تحريض وسائل الإعلام الإيرانية في هذه المسألة». واختتم قرقاش سلسة تغريداته قائلاً: «بينما تروج جهات للانتصار الإقليمي الإيراني وتشمل الجار المربك والمرتبك وتحالفه الحزبي، تسعى السعودية ضمن تحالف الدول الأربع إلى نظام عربي قوي». وكان الجبير أكد في لندن أنه لا يوجد حصار على قطر، مشدداً على أنه لا يمكن قبول أي دولة تدعم الإرهاب وتدعم العمليات الإرهابية إعلامياً. وقال الجبير في مؤتمر صحافي عقده في مقر سفارة المملكة في العاصمة البريطانية لندن أول من أمس: «يجب على كل الدول ألا تتسامح مع الإرهاب، ولن نتعامل مع دولة تدعمه وتتدخل في شؤون دول أخرى». وأضاف: «مستعدون لاستمرار الأزمة مع قطر، ولا ضير من ذلك، وسنقرر ما إذا كانت هناك عقوبات أخرى على الدوحة وفقاً للظروف»، مشيراً إلى أن الشعب القطري هو فقط من يقرر من يحكمه، مبيناً أن بريطانيا وقفت على الحياد في الأزمة ولم تساند موقف الدوحة.