رأى زعيم حزب «الأمة» السوداني المعارض، رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، أن المشروع السياسي لنظام الرئيس عمر البشير (المعروف بالمشروع الحضاري) انهار، فيما تحول مشروع متمردي «الحركة الشعبية- الشمال» التي تقاتل في جنوب كردفان والنيل الأزرق من «السودان الجديد» الى «السودان البغيض». ودعا المهدي خلال لقاء مع الإعلاميين الى مشروع وطني جديد في السودان يستوعب كل الطيف السياسي والاجتماعي، والتوافق على صوغ دستور جديد للسودان في مناخ غير حزبي، لتجنب الاستقطاب السياسي والانقسامات. وأكد المهدي أن السودان في حاجة الى الحرية والسلام، موضحاً انه لا يمكن تحقيق سلام في البلاد من دون توافر حريات، مشيراً إلى أن السودان على رغم ما يعانيه، لكنه أفضل من كثير من دول المنطقة بحكم تجاربه السياسية المختلفة وتقلبه بين انظمة ليبيرالية وعسكرية. وحذر الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي علي الحاج من تدخلات أجنبية خطرة في شؤون البلاد، بسبب استمرار الحرب والنزاعات العسكرية في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال الحاج خلال لقاء الإعلاميين أن الأولوية في السودان ينبغي أن تكون للحرية والسلام، وزاد: «أرى بعيني التدخل الخارجي في السودان»، مؤكداً مقدرة القوى السياسية والعسكرية على تحقيق السلام. على صعيد آخر، قال رئيس «الحركة الديموقراطية الوطنية» المسلحة في جنوب السودان لام أكول أجاوين، إن الرئيس سلفاكير ميارديت ليس مؤهلاً للدعوة الى حوار وطني، وحض المجتمع الدولي على تدشين عملية سلام جديدة بدلاً من اتفاق آب (أغسطس) 2015 الذي وصفه بالميت. وقال لام أكول إن سلفاكير»انتهك وأجهض اتفاق السلام» في تموز (يوليو) 2016، ودعوته إلى الحوار «ما هي إلا محاولة منه للتغطية على العمليات العسكرية التي تقوم بها قواته». ونفى لام أكول صحة التقارير التي تتحدث عن موافقته على الانضمام إلى عملية الحوار الوطني في جوبا، وقال: «ليست هناك حاجة إلى الحوار الوطني الذي تتم مداولاته حالياً في العاصمة جوبا». وفي آب «أغسطس» من العام الماضي، قدم لام أكول استقالته من حكومة الوحدة الوطنية التي كان يشغل فيها منصب وزير الزراعة ممثلاً لأحزاب المعارضة السلمية، احتجاجاً على تعيين الجنرال تعبان دينق قاي في منصب نائب الرئيس بديلاً لرياك مشار. وبعد شهر من استقالته، أعلن أجاوين تشكيله حركة مسلحة جديدة بغرض إطاحة حكومة سلفاكير، بالتنسيق عسكرياً مع مشار.