استأنف أطراف النزاع في جنوب السودان أمس، محادثاتهم المتعثرة في مدينة بحر دار الإثيوبية بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، فيما تواصل الحشد العسكري من الجميع في ولايات عدة. ويسعى الوسطاء منذ أسبوع إلى تقريب مواقف وفدي الحكومة برئاسة وزير الإعلام مايكل ماكوي والمتمردين برئاسة تعبان دينغ لتحديد أجندة المحادثات. ويناقش المتحاورون تشكيل حكومة «وحدة وطنية انتقالية»، إذ يطالب المتمردون بمنح منصب رئيس الوزراء الذي سيؤول إليهم سلطات واسعة، وتقليص صلاحيات الرئيس سلفاكير ميارديت. في المقابل، يطالب وفد الحكومة بمنح المزيد من الصلاحيات إلى الرئيس وتقليص صلاحيات رئيس الوزراء وتوسيعها لمصلحة البرلمان، لتتمركز السلطة بين مؤسسة الرئاسة والبرلمان. كما ستناقش المفاوضات المبادئ المتفق عليها في شأن المرحلة الانتقالية لحل الأزمة في جنوب السودان التي وقعها زعماء دول «إيغاد»، خلال قمتهم الاستثنائية التي عُقدت في أديس أبابا في آب (أغسطس) الماضي، إضافة إلى تفاصيل اتفاق «المصفوفة الأمنية»، وترتيبات حل الأزمة، من وقف العدائيات، ووقف دائم للنار، ومواصلة المفاوضات، وتشكيل حكومة انتقالية خلال 45 يوماً، وانسحاب القوات الأجنبية (في إشارة إلى القوات الأوغندية ومتمردين سودانيين يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية). إلى ذلك نفت حكومة جنوب السودان اتهامات بمنعها وفداً من المعارضة يقوده زعيم الحركة الشعبية للتغيير الديموقراطي المعارض لام أكول أجاوين، من السفر لحضور محادثات السلام في إثيوبيا، مؤكدةً أنه لم يكمل شرطاً أساسياً للمسافرين الذين يحملون جوازات سفر ديبلوماسية. وقال وزير الإعلام مايكل لويث في بيان بثه التلفزيون الحكومي في جوبا، إن الحكومة لم تمنع وفد المعارضة من السفر إلى أديس أبابا. وأضاف أنه ليس هناك علاقة بين فشل الوفد في السفر وما جرى خلال منتدى القيادات السياسية حين فُصِل أكول من منصبه كرئيس للائتلاف. إلى ذلك، أعلن محافظ مقاطعة الرنك في ولاية أعالى النيل، (شمال) لوال دينغ مقتل 14 مدنياً في هجوم شنته المتمردون الموالون لرياك مشار على منطقتين جنوب مدينة الرنك، عاصمة المقاطعة أول من أمس. وقال دينغ إن «منطقتي الزهراء والويل ديت شهدتا اشتباكات عنيفة بعد أن هاجمهما متمردون».