اتهمت بكين الحكومة الفيتنامية أمس، ب «التواطؤ» مع مشاركين في تظاهرات مناهضة لها شهدتها فيتنام أخيراً وأسفرت عن مقتل صيني وجرح مئات. وأعلنت الحكومة الفيتنامية التي تواجه تظاهرات تُعتبر سابقة منذ عقود، ان العنف امتد الى 22 من الاقاليم ال66 في البلاد، احتجاجاً على اقامة بكين منصة نفطية في مياه تتنازع السيادة عليها مع هانوي في بحر الصين الجنوبي. وتعهدت فيتنام التي يحكمها حزب شيوعي، باتخاذ «تدابير قاسية» لاستعادة السيطرة على الوضع، قبل ان يثير الشغب خوف مستثمرين. وقال وزير التخطيط والاستثمارات بوي كوانغ فين: «طلبت من رئيس الوزراء اتخاذ تدابير قاسية»، مشيراً الى ان العنف طاول 400 شركة. لكن ناطقة باسم الخارجية الصينية اعتبرت ان العنف الذي يستهدف مصانع ومكاتب شركات صينية «مرتبط بتساهل الحكومة الفيتنامية وتواطؤها مع جزء من القوى المحلية المعادية للصين ومثيري شغب». وحذرت بكين رعاياها من السفر الى فيتنام للسياحة، فيما رأت صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية الصينية ان العنف في فيتنام هو «نتيجة سنين من الدعاية المعادية للصين من هانوي». وحدثت الاضطرابات الاخيرة في اقليم ها تين وسط فيتنام، على بعد نحو 500 كيلومتر عن هانوي، واستهدف مصنعاً للفولاذ تابعاً لمجموعة «فورموزا» التايوانية. وأعلن مسؤول محلي «مقتل عامل صيني»، مشيراً الى حرق 3 مبانٍ مخصصة لسكن العمال الصينيين. وأعلن ديبلوماسي تايواني في هانوي «جرح حوالى مئة عامل صيني»، لكن وكالة «رويترز» نقلت عن طبيب في مستشفى في إقليم ها تين ان 5 فيتناميين و16 صينياً قُتلوا خلال الشغب. وذكرت الشرطة الكمبودية أن «اكثر من 600 صيني فرّوا من فيتنام الى كمبوديا» المجاورة، علماً أن العنف ادى الى اغلاق موقت لعدد ضخم من المصانع التي يزوّد بعضها شركات كبرى بينها «نايكه» و»أديداس». وفي واشنطن، شدد ناطق باسم البيت الابيض على وجوب النزاع حول السيادة على بحر الصين الجنوبي «من خلال الحوار، لا الترهيب». وأضاف: «لسنا طرفاً في هذه النزاعات، لكننا نحض مجدداً على الحوار لتسويتها».