هانوي - أ ف ب - تظاهر حوالى مئة شخص ضد الصين في فيتنام امس، على رغم تشديد إجراءات الأمن وتعهد سلطات البلدين كبح الرأي العام في شأن التوترات التي يشهدها بحر الصين الجنوبي. وأتت المسيرة السلمية في إطار احتجاجات تشهدها هانوي نهاية الأسبوع الخامس على التوالي، وهذا نادر في فيتنام التي تمنع التظاهر. ويحتج المتظاهرون على سلوك الصين في نزاع بحري مع فيتنام، يتعلق بأرخبيلي سبراتليز وباراسيلز. وأغلقت الشرطة الشوارع المحيطة بالسفارة الصينية، لكن 40 محتجاً تمكنوا من خرق الطوق الأمني وتجمّعوا على مسافة من السفارة. وتوجهت المسيرة إلى وسط هانوي، تتبعها قوات مكافحة الشغب وأجهزة أمنية أخرى. وانضم مزيد من الأشخاص إلى المسيرة أثناء تحركها، هاتفين أن جزر سبراتليز وباراسيلز أراض فيتنامية. وكُتب على يافطة احتجاج: «على الصين احترام المياه الاقتصادية لفيتنام»، كما كُتب على يافطة أخرى بالإنكليزية: «ضد الصين». كما جرى احتجاجان في مدينة هو شي من جنوب البلاد، على رغم توقف الاحتجاجات هناك منذ 11 حزيران (يونيو) الماضي. وقال متظاهر إن قوات الأمن «أرهبت» المشاركين في الاحتجاج. وثمة نزاع بين بكين وهانوي يتعلق بالسيادة على جزر سبراتليز وباراسيلز التي يُعتقد بأنها غنية بالنفط، كما تتمتع بأهمية استراتيجية لوقوعها على الممرات البحرية الرئيسة للسفن التجارية العالمية. وتصاعد التوتر بعد اتهام هانوي قطعاً بحرية صينية، بقطع كابلات سفينة استطلاع نفطي داخل المياه الفيتنامية، كما أعلنت أن سفينة صيد صينية صدمت سفينة أخرى داخل مياهها. وردت فيتنام بإجراء مناورات بحرية بالذخيرة الحية قبالة ساحلها الأوسط. لكن البلدين أجريا محادثات في 25 حزيران في بكين، أوردت وسائل إعلام رسمية في البلدين أن الجانبين اتفقا خلالها على تسوية النزاعات المتعلقة بالمياه الإقليمية سلماً «عبر التفاوض والمشاورات الودية». وكتبت صحيفة «فيتنام نيوز» الرسمية أن بكين وهانوي «شددتا أيضاً على ضرورة توجيه الرأي العام في الاتجاه الصحيح»، ما يعني تصدي فيتنام للتظاهرات، بينما تمارس الصين تشدداً على إعلامها الذي أثارت تعليقاته غضب هانوي. وبكين هي الشريك التجاري الأبرز لهانوي، لكن الذاكرة الفيتنامية لا تنسى ألف سنة من الاحتلال الصيني، اضافة إلى حرب حدودية العام 1979.