أمر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس بتوسيع عمليات الجيش في أبين وشبوة، لمطاردة مسلحي تنظيم «القاعدة»، إلى مأرب والبيضاء المجاورتين، مؤكداً أن المعركة في مواجهة الإرهاب «ستظل مفتوحة حتى يتم استئصاله»، في وقت كثف سلاح الجو هجماته أمس على مواقع التنظيم بعد يوم من المعارك العنيفة التي قتل فيها أكثر من 30 مسلحاً بينهم أمير التنظيم في مدينة عزان. وقالت مصادر عسكرية ومحلية ل»الحياة» إن «الطيران الحربي كثف أمس ضرباته على مواقع «القاعدة» في مناطق عزان وميفعة وجول الريدة في محافظة شبوة وسط نزوح واسع للأهالي من مناطق المواجهات، من دون ورود معلومات عن حجم الخسائر جراء هذه الغارات». وذكرت المصادر الرسمية، نقلاً عن قيادة العمليات المشتركة في محور شبوة أن هذه الضربات «دمرت عدداً من أوكار شراذم الإرهاب وألحقت خسائر كبيرة في صفوف وعتاد وأسلحة تلك العناصر الضالة والدخيلة»، مؤكدةً «استمرار القتال وتعقب وملاحقة العناصر الإرهابية في مدينة عزان وضواحيها حيث تحاول تلك العناصر التخفي وسط المواطنين». وطلب الجيش من الأهالي «في عزان والحوطة والمناطق الأخرى عدم إيواء أي من عناصر الإرهاب في منازلهم ومناطقهم كون ذلك سيضر بأمن واستقرار المنطقة»، كما دعاهم إلى «الإبلاغ الفوري عن أي خلايا إرهابية أو تحركات مشبوهة». وكان مسلحو التنظيم باغتوا أول من أمس وحدات الجيش في عزان ومناطق مجاورة وخاضوا معها اشتباكات عنيفة أسفرت عن قتل 10 عسكريين على الأقل بينهم مستشار لوزير الدفاع برتبة عميد، فيما أكد قائد المنطقة العسكرية الثالثة أحمد محسن اليافعي مقتل أكثر من 30 مسلحاً بينهم أمير التنظيم في عزان فارس القميسي. وتحدثت مصادر محلية ل»الحياة» عن تعرض قوات الجيش ل»الخيانة» من زعماء قبليين قالت إنهم قاموا تستروا على مسلحي «القاعدة» في عزان وأوهموا الجيش بفرارهم من البلدة إلى مناطق أخرى قبل أن يستغل المسلحون الفرصة لشن هجمات الأربعاء. وفي ظل هذه التطورات عقد الرئيس هادي أمس اجتماعاً في صنعاء للجنة الأمنية العليا (أعلى سلطة أمنية في البلاد) للبحث في مستجدات الحملة العسكرية ونتائجها وردود الأفعال المتوقعة لعناصر «القاعدة»، وقالت المصادر الحكومية إن هادي «شدد على ضرورة استئصال إرهاب «القاعدة» في أبين وشبوة وتوسيع عمليات الجيش إلى محافظتي مأرب والبيضاء المجاورتين». وجاء في وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) أعرب هادي في الاجتماع «عن ارتياحه البالغ إلى ما حققته الحملة العسكرية والأمنية ضد قوى الشر والإرهاب من انتصارات ساحقة». وقال: «إن الجميع يعرف أن العدوان الهمجي والغاشم لتنظيم القاعدة الإرهابي وصل إلى العاصمة صنعاء وبات يقلق يومياتها ولا بد من العمل على استئصال الإرهاب بكل ما هو ممكن». وأضاف إن «المعركة مع هذا التنظيم الإرهابي مفتوحة وعلى القوات المسلحة والأمن الاستعداد لحملات تطهير في محافظات أبين، مأرب، شبوة، والبيضاء، وأينما ولت ووجدت هذه القوى الإرهابية لا بد من ملاحقتها بقوة وحسم».