شهدت العاصمة اليمنية أمس استنفاراً امنياً لمواجهة اي اعتداء يمكن ان ينفذه تنظيم «القاعدة»، غداة استهداف حراسة دار الرئاسة ومحاولة اغتيال وزير الدفاع، فيما يشهد الجنوب هدوءاً حذراً في اليوم الثاني عشر من الحملة البرية التي أطلقها الجيش ضد المتطرفين. إلى ذلك، التقى وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد مع وجهاء مناطق حررها الجيش من عناصر «القاعدة» في محافظة شبوة الجنوبية ووعد الأهالي بتقديم المساعدات اللازمة لهم. وأكد بيان لوزارة الداخلية ان قوات الامن، لحماية صنعاء من «اعمال ارهابية محتملة»، «احاطت العاصمة بعدد من الاجراءات والتدابير الاحترازية في مناطق الحزام الامني وداخل العاصمة نفسها». وأفاد البيان بأن القوى الأمنية «كثفت وجودها وحواجز التفتيش والنقاط الأمنية، وضاعفت أعداد الجنود المكلفين حماية المرافق الحكومية والمنشآت الحيوية مع اهتمام خاص بحماية المصالح الأجنبية ومقرات السفارات وأماكن سكن الديبلوماسيين». وشددت الوزارة على انها «تعمل ليل نهار لضبط اي عنصر او تحرك مشبوه حفاظاً على امن العاصمة». وكان خمسة جنود قتلوا واحتجز آخرون الجمعة في هجوم شنه مسلحون يعتقد بأنهم من «القاعدة» على دار الرئاسة في صنعاء، فيما نجا وزير الدفاع في اليوم نفسه من مكمن نصبه مسلحو التنظيم في الجنوب، على ما اعلنت مصادر امنية وعسكرية. وأطلق الجيش في 29 نيسان (ابريل ) حملة برية ضد «القاعدة» في محافظتي شبوة وأبين لطرد المقاتلين من معقلهم. وتوسعت العمليات لتشمل محافظة البيضاء ايضاً جنوبصنعاء. وأعلنت السفارة الاميركية إغلاق ابوابها فجر الخميس حتى إشعار آخر. وأكدت مصادر عسكرية ان مناطق الجنوب تشهد هدوءاً حذراً، خصوصاً ان الجيش تمكن من فرض سيطرته اعتباراً من الخميس على عزان التي كانت المعقل الرئيسي ل «لقاعدة» في محافظة شبوة. الا ان وكالة الانباء اليمنية الرسمية اكدت أمس نقلاً عن مصدر عسكري مسؤول «مقتل سبعة من عناصر الإرهاب على أيدي أبطال القوات المسلحة والأمن في محافظتي أبين وشبوة». وفي منطقة الحوطة، محافظة شبوة، قال وزير الدفاع لأهالي ووجهاء مناطق حررها الجيش من «القاعدة» ان الدولة «ستولي حاجات ومتطلبات المواطنين اهتماماً مميزاً بعد القطيعة التي تسببت بها العناصر الضالة لفترة طويلة». وقد وصل الى المنطقة فريق من وزارة الصحة لتفقد الحاجات الصحية للاهالي والمؤسسات الطبية. وفي تصريحات نشرها في وقت سابق موقع وزارة الدفاع، أشاد الوزير «بالمآثر البطولية التي اجترحها المقاتلون من منتسبي القوات المسلحة والأمن وأبطال اللجان الشعبية والمتعاونين». وأكد: «استمرار الحملة في ملاحقة ما تبقى من عناصر الإجرام والشر حتى يتم استئصال هذا الورم السرطاني الخبيب من جسد وطننا». بدوره، دعا محافظ البيضاء الظاهري احمد الشدادي في تصريح نشره موقع وزارة الداخلية، المحافظة «خصوصاً المديريات التي يشتبه بتواجد الخلايا الإرهابية فيها» الى «تعاون أكثر فاعلية مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة لإفراد تلك الخلايا الفارة من جحيم المعارك في محافظتي أبين وشبوه تفادياً لأي ردود فعل انتقامية». وتمكن الجيش الخميس من السيطرة على مدينة عزان التي كانت تعد معقل «القاعدة» في شبوة، وذلك من دون مقاومة من مقاتلي التنظيم. وذكرت مصادر محلية ان مقاتلي القاعدة فروا الى جبال الكور الواقعة بين أبين وشبوة، فيما أفادت مصادر محلية اخرى أن مقاتلي «القاعدة» تسللوا من شبوة شمالاً الى مأرب في وسط البلاد، ومن أبين الى البيضاء شمالاً ايضاً.