أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، توجيهاته لقادة الجيش والمؤسسة الأمنية بتوسيع نطاق الحملة العسكرية الموجَّهة ضد مناطق تمركز مقاتلي تنظيم القاعدة في أبين ومأرب، عقب مصرع حوالي 17 جندياً في هجوم مباغت نفَّذه مسلحو التنظيم على إحدى الثكنات العسكرية أمس الأول. وأكدت مصادر عسكرية مسؤولة ل "الوطن"، أن أوامر هادي تشمل تعقُّب وتمشيط مناطق التمركز المحتملة لمسلحي القاعدة، وزيادة عدد القوات المشاركة فيها، إلى جانب إشراك وحدات متخصِّصة في مكافحة الإرهاب في العملية. وأن توجيهات خاصة صدرت لقائد القوات الجوية بتكثيف الضربات الجوية، التي تستهدف مناطق وجود متشدِّدي القاعدة، والقيام بمسح أمني للكشف عن مخابئهم الجديدة المستحدثة في أبين، كما وجَّه وزير الدفاع بإجراء تحقيق للكشف عن ملابسات تنفيذ القاعدة لهجوم مباغت على إحدى الثكنات العسكرية بأبين أمس الأول. إلى ذلك أكدت المصادر، أن أعضاء التنظيم الإرهابي يخطِّطون لاستعادة مناطق تمركز سيطر عليها الجيش في كل من أبين وشبوة، مشيرة إلى أن التنظيم أقر تنفيذ خطة تستهدف تصفية قيادات عسكرية وقبلية من الناشطين في اللجان الشعبية المسلَّحة، وتم إحباط محاولتين لتنفيذ هجمات مباغتة على ثكنات تابعة للجيش في أبين. على صعيدٍ آخر كشفت مصادر أمنية مطَّلعة عن انحسار أعداد الأجانب المنخرطين في صفوف مقاتلي القاعدة باليمن، مشيرة إلى أن قرابة 30 من المقاتلين الذين يحملون جنسيات أجنبية قتلوا خلال المواجهات التي جرت خلال الأشهر المنصرمة، وأن آخرين غادروا اليمن عبر التسلل من منافذ جويّة وبحرية حدودية. واعتبرت المصادر أن استعادة الجيش السيطرة على مناطق تمركز التنظيم في أبين، وسقوط إمارة عزان بشبوة المجاورة، وتصاعد الحملات الأمنية والعسكرية، والمناهضة الشعبية لوجود مقاتلي القاعدة دفع عددا من الأجانب المنخرطين في صفوف التنظيم إلى مغادرة اليمن، حيث تم مؤخراً اعتقال 8 منهم خلال محاولتهم التسلل إلى إحدى دول الجوار عبر منفذ بري. من جهة أخرى دشَّنت قوات أمنية معزَّزة بوحدات من الجيش حملة تمشيط موسَّعة للكشف عن مناطق تمركز جديدة يعتقد أن تنظيم القاعدة أنشأها مؤخراً في مأرب عقب انحسار حضور ونفوذ التنظيم في أبين وشبوة المجاورتين.