توعد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أمس بالاقتصاص من قاتلي بريطاني كان «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» يحتجزه في مالي. وبرر التنظيم قتل الرهينة إدوين داير برفض البريطانيين تلبية طلب «القاعدة» الإفراج عن الفلسطيني عمر عثمان أبو عمر (أبو قتادة) الذي يوصف بأنه «سفير أسامة بن لادن في أوروبا» والمحتجز تمهيداً لترحليه إلى الأردن. لكن مصادر مطلعة قالت إن قتل الرهينة جاء بعد رفض البريطانيين دفع فدية مالية للخاطفين بعكس ما قامت به دول أوروبية أخرى سمحت بدفع فديات لقاء الإفراج عن مواطنيها. وجاء ذلك في وقت سُجّل خروج «مزدوج» لأسامة بن لادن، زعيم «القاعدة»، ونائبه الدكتور أيمن الظواهري اللذين شنا هجوماً عنيفاً على الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته الحالية للمنطقة. وقال مراقبون إن إطلالة الرجلين في شريطين صوتيين مختلفين يؤكد أنهما يقيمان حالياً قرب بعضهما وعلى الأرجح في مناطق القبائل الباكستانية. وهذا الشريط الصوتي الأول لبن لادن منذ آذار (مارس) الماضي. وقال زعيم «القاعدة»، في تسجيل صوتي بثته قناة «الجزيرة» أمس: «أوباما وادارته زرعا بذوراً من الحقد لزيادة الكراهية والانتقام من أميركا تعدادها بعدد المتضررين والمشردين من وادي سوات» حيث يشن الجيش الباكستاني حملة عسكرية ضد حركة «طالبان». واضاف أن «أوباما سار على خطى سلفه (جورج بوش) في زيادة الاستعداء للمسلمين»، داعياً «الشعب الأميركي إلى التهيؤ ليواصل جني ما زرعه زعماء البيت الأبيض خلال السنين والعقود المقبلة». ونقلت وكالتا «رويترز» و «فرانس برس» عن بن لادن قوله في الشريط إن اوباما أعطى أمره للرئيس الباكستاني آصف علي زرداري وللجيش الباكستاني ب «منع أهل سوات من تطبيق الشريعة بالقتل والقتال والقصف والتدمير»، وإن ذلك «أدى إلى تهجير مليون ونصف مليون مسلم». وأضاف أن زرداري «انما قام بذلك استجابة للذين يدفعون له في البيت الابيض ليس عشرة في المئة وانما اضعاف ذلك وتلك خيانة عظيمة للأمانة، فقد خان الملة والأمة». واتهم زرداري ب «تنفيذ مؤامرة أميركية يهودية هندية». أما الدكتور أيمن الظواهري، الرجل الثاني في «القاعدة»، فقال بدوره في شريط مسجل بثه موقع للإسلاميين على شبكة الانترنت الثلثاء، إن المسلمين تلقوا بالفعل «الرسائل الدموية» لأوباما والتي تجهض حملة الكلمات المنمقة التي يقوم بها الرئيس الأميركي. ودعا المصريين إلى رفض زيارة أوباما لبلدهم اليوم، ووصفه بأنه «مجرم»، قائلاً: «قرر أوباما زيارة مصر ... فلا أهلاً ولا مرحباً به في مصر». وقال: «صرّح البيت الابيض أن اوباما سيرسل من مصر رسالة للعالم الإسلامي ولكنهم تناسوا أن رسائله قد وصلت فعلا... رسائله الدموية وصلت وما زالت تصل للمسلمين ولن تحجبها حملة العلاقات العامة والزيارات المسرحية والكلمات المنمقة». وأضاف: «فيا أحرار مصر وشرفاءها ومجاهديها قفوا صفاً واحداً في وجه ذلك المجرم الذي جاء يسعى بالحيلة لينال ما فشل فيه في الميدان بعد أن أفشل المجاهدون مشاريع أميركا الصليبية في العراق وأفغانستان والصومال».