خلفت كارثة «الأربعاء2» دمامل ونتوءاتٍ في وجه العروس لم تندمل بعد، وفي ضاحيتها الشرقية حيث أحياء السامر والمنار والأجواد والربيع، آثار ما زالت شاهدة على ما حل بجدة وكأنها أثر للذكرى لأهالي هذه المنطقة وزوارها. أينما قادتك خطاك في تلك المنطقة لا تخطئ أنظارك التشققات التي أصابت طبقة الإسفلت في هذه الأحياء، وإن أخطأت العين هذا المشهد فلن تسلم المركبات من إصابات وأعطاب بالغة نتيجة السير في طرقٍ باتت وعرة داخل مدينة اقتصادية كبرى بفعل المطر. في المدخل الشمالي وعند النزول من «كوبري بريمان» أثرٌ بالغ الضرر حيث انقشعت طبقة الإسفلت في ذلك المكان بأكملها نتيجة السيول، وأصبح الطريق ترابياً، وفي أحد التفرعات المهمة لشارع الأجواد الرئيس مياه متجمعة وحفر وعائية تستلزم السير بحذر وتأن خشية أن تعلق مركبات المارة في إحدى هذه الحفر. وبالنظر إلى طبيعة الطرقات في أحياء شرق السريع، فإن المرتفعات والمنخفضات أدت إلى تجمع المياه في مناطق محددة التي بالرغم من عمليات الضخ والشفط لها إلا أن غالبيتها ما زالت باقية، نتيجة طفح مياه الصرف الصحي واختلاطها بمياه المستنقعات الآسنة، ما ضاعف الخطر بتكوّن بؤر وحاضنات للبعوض. وأشار أحد سكان حي التوفيق المجاور لحي السامر محمد الغامدي، إلى أن تهشم طرقات حي نموذجي كبير كحي التوفيق أمر غير مقبول على الإطلاق، لا فتاً إلى أن كارثة جدة الأخيرة كانت سبباً رئيساً في الأضرار الكبيرة التي أصابت أحياء شرق الخط السريع، وقال: «على رغم مضي شهر كامل على الكارثة، إلا أن أي جهة لم تتحرك لمحاولة إصلاح التلفيات الكبيرة في طرقات وشوارع الحي». وأضاف: «أسهم ضعف البنى التحتية للشوارع في تعطل حركة السير، خصوصاً في ساعات الصباح الأولى، إضافة إلى ساعات الذروة التي تشهد خروج الجميع من أعمالهم ومدارسهم»، منوهاً بأن الأهالي دائماً ما يسمعون وعوداً كثيرة بإصلاحات واسعة في شوارع جدة، إلا أن شيئاً من تلك الوعود لم ير النور بعد. وناشد أحد سكان حي السامر خالد عبدالله «مسؤولي مدينة جدة» برفع الضرر عن مواطني أحياء شرق الخط السريع الذي تعرضت له مركباتهم، بعد أن باتت مهددة بالتهشم حالها حال طرقات تلك الأحياء. ملمحاً إلى أن الحفر غطت جميع الأحياء، وتابع: «لم يعد هناك أي طريق رئيس أو فرعي لا تتواجد به حفر كبيرة ترعب قائدي المركبات». ومضى بالقول: «لم يكف سكان الحي حال الرعب والاحتجاز وقت الأمطار التي شهدتها المدينة حتى تتبعها مشكلات تعطل الطرقات». وفي الصدد ذاته، كشف أحمد الزهراني تعطل مركبته جراء وقوعها في إحدى الحفر الكبيرة في حي السامر، وتساءل: «هل يعقل أن تبقى أحياء شرق الخط السريع على وضعها المتردي طوال شهر كامل من بعد كارثة الأمطار الأخيرة؟»، مطالباً بضرورة محاسبة المسؤول عن استمرار دمار الطرقات في تلك الأحياء حتى الآن.