يستقبل صعيد عرفات اليوم (الخميس) أكثر من مليوني حاج مرددين تلبية الحج، وملبين نداء ربهم في ركن الحج الأكبر، حتى غروب الشمس. وارتفعت أصوات حجاج بيت الله الحرام في أجواء المشاعر المقدسة، مُعطرينها بالتكبير والتهليل، ومختلطةً نبراتهم الضارعة بدموعهم الهادرة، يرتجون من ورائها غسل ما اقترفته أنفسهم من ذنوب، راجين المغفرة من الله والعودة كيوم ولدتهم أمهاتهم، مقبلين في قوافل تُقلهم إلى نقطة البداية في مشعر منى، استعداداً ليوم الحج الأكبر يوم عرفة. وبدأت قوافل الحجيج تتدفق إلى مشعر منى منذُ ساعات الصباح الأولى لليوم الثامن من ذي الحجة اقتداءً بسنة النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وذلك قبيل توجههم للوقوف بجبل عرفة الركن الأعظم للحج اليوم (الخميس)، وذلك وفقاً لخطط السير التي أعدتها الجهات الأمنية بتسهيل وصولهم إلى مخيماتهم في يسر وسهولة. وأعدت قيادة أمن الحج خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى منى، ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة على جميع الطرق التي يسلكونها من مكة، إضافة لتنظيم عملية حركة المشاة، وجندت قيادة قوات أمن الحج جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال أمن، لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى، بهدف تيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم. ويتدفق ضيوف الرحمن، إلى صعيد عرفات، ليشهدوا الوقفة الكبرى، ثم ينفروا مع مغيب الشمس إلى مزدلفة، ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة «أقرب الجمرات إلى مكة» والنحر «للحاج المتمتع والمقرن فقط» ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.