تبدأ اليوم جموع حجاج بيت الله الحرام الثامن من شهر ذي الحجة لعام 1426ه بالتوجه الى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسط أجواء مفعمة بالامن والامان . وسيقضي حجاج بيت الله الحرام كامل يومهم في مشعر منى ثم يتدفقون صباح غد الاثنين التاسع من شهر ذي الحجة الى صعيد عرفات الطاهر ليشهدوا الوقفة الكبرى وقضاء الركن الاعظم من أركان الحج ثم ينفرون مع مغيب شمس يوم عرفات الى مزدلفة ويبيتون ليلتهم فيها . وفي صباح يوم الثلاثاء العاشر من شهر ذي الحجة يتوجه حجاج بيت الله الحرام الى مشعر منى لرمي جمرة العقبة اتباعا لسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ثم يقومون بالطواف ببيت الله العتيق أداء لركن من أركان الحج هو طواف الافاضة ومن ثم الحلق أو التقصير ونحر الهدي والاضاحي . وقد بدأ حجاج بيت الله الحرام عملية التصعيد الاولى حيث ستتوجه قوافل الحجاج الى مشعر منى الطاهر اليوم لقضاء يوم التروية وسط اكتمال جميع الخدمات ووفقا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - القاضية بتيسير جميع الخدمات الآلية والبشرية لتمكين ضيوف الرحمن من الوصول الى منى في وقت قصير وفق الخطط المنفذة لحج هذا العام والتي يتابعها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية وكافة أجهزة الدولة المعنية بشؤون الحج والحجاج. وقد اعتمدت حركة خطة السير للوصول الى منى في ظل تواجدية رجال الأمن المكلفين بتنفيذ الخطة على اكمل وجه إذ يتسابق الجميع من رجال أمن وغيرهم الى خدمة الحاج وإيصاله الى مشعر منى الطاهر اليوم بكل يسر وطمأنينة. واعدت قيادة امن الحج خطة متكاملة لتسهيل وتيسير عملية تصعيد الحجاج الى مشعر منى ركزت على توفير مظلة الامن والامان وتحقيق السلامة واليسر على كافة الطرق التي يسلكها الحجاج اضافة الى تنظيم عملية حركة المشاه لمشعر منى . وافاد قائد قوات امن الحج اللواء علي بن حباب النفيعي انه تم تجنيد كامل الطاقات الالية والبشرية من رجال الامن بمتابعة مستمرة وشخصية من صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وسمو نائبه وسمو مساعد وزير الداخلية للشئون الامنية وباشراف ميداني من مدير الامن العام الفريق سعيد القحطاني لتيسير وتسهيل عملية التصعيد امام قوافل الحجيج وتوفير الامن والسلامة لهم بعد عون الله وتوفيقه مؤكدا ان الخطة ركزت على منع دخول السيارات الصغيرة الى المشاعر المقدسة واتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل لنقل حجاج بيت الله الحرام من والى المشاعر المقدسة . وابان ان المشروعات الحيوية والعملاقة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز هذا العام بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة سوف تسهم بعون من الله وتوفيقه في انسيابية الحركة المرورية وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة من والى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة مؤكدا ان هذا المشروعات تعد قراءة واضحة لما تولية قيادتنا الرشيدة من عناية واهتمام بوفود بيت الله العتيق وحرصها ( ايدها الله ) على تحقيق كل ما من شأنه توفير الراحة والطمأنينة للحجاج . واوضح انه يسمح لسيارات الخدمات بالدخول الى المشاعر المقدسة للقيام باعمالها وواجباتها المناطة بها وفق الية زمنية محددة الى جانب ايجاد مراكز للمنع لمراقبة السيارات المخالفة للتعليمات وغيرها سائلا الله العلي القدير ان يتقبل من الحجاج حجهم وان يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا . ودعا اللواء النفيعي عموم اصحاب السيارات التقيد بالتعليمات والتعاون مع رجال الامن بما يخدم مصلحة حجاج بيت الله الحرام . وكانت منى قد ارتدت حلتها البيضاء لترحب بضيوف الرحمن الذين لبوا النداء وقدموا إليها في يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم قدم في العام العاشر من الهجرة في حجة الوداع ليوضح للمسلمين نسكهم ليسيروا عليها في كل عام ملبين نداء الحق في صفوف موحدة وبرداء واحد لا يتغير لونه بتغير الشخصيات فبياضه الناصع توافق مع بياض خيام منى التي ازدانت بحلتها البيضاء لتعلن للعالم نقاء وبياض قلوب المسلمين وتوحدهم في العبادات وان فرقتهم الخلافات. الجولة في منى في اليوم السابع من ذي الحجة لا تحمل مشاهدات عن استعدادات أو تجهيزات لكنها حملت نتيجة واحدة صاغها كل مسؤول في الدولة تمثلت في كلمة مرحباً بكم ضيوف الرحمن فما نحن سوى خدام لكم. حركة السير على مداخل منى أغلقت أمام جميع السيارات لكنها فتحت خصيصاً لحافلات نقل الحجاج حتى تتمكن من الوصول إلى المخيمات دون إعاقة في السير ووصولهم بيسر وأمان وسلامة واطمئنان. أما الشوارع والطرقات فزانت نظافتها لتوفر للحجيج بيئة نظيفة ونقية تمنحهم الفرصة للتجول إن ارادوا لنقل مشاهداتهم في اليوم الثامن من ذي الحجة فضاغطات النفايات انتشرت بالتقاطعات والشوارع الرئيسية لتؤكد للجميع ان النفايات يمكن التخلص منها سريعاً ودون أن تنبعث روائحها أو تتجمع فتنقل الأمراض والأوبئة. وفي مقابل ذلك انتشرت عربات جمع النفايات الصغيرة الحجم الكبيرة السعة والتي صبغت بلون خاص يميزها ويبعد عنها أي حشرات طائرة من بعوض وخلافه. ورغم ان ضيوف الرحمن لم يبدؤوا في الوصول إلى مشعر منى إلا بعد صلاة الفجر من اليوم الثامن إلا أن أمانة العاصمة المقدسة كانت أمينة في أعمالها وخدماتها إذ عملت على تنظيف الشوارع ورش المبيدات. والاتصالات الهاتفية سواء كانت ثابتة أو متنقلة لم تكن هي الأخرى بعيدة عن الاهتمام فقد انتشرت الكبائن في أكثر من موقع مما يوفر للحجاج سرعة الاتصال بذويهم عبر هذه الكبائن أرضياً أو جوياً عبر هواتف جوالة حرصت الاتصالات على توفير بطاقاتها وجعلها في متناول الجميع. وقبل الدخول إلى أي من مخيمات الحجاج فإن هناك طرقاً لابد للحافلات أن تسلكها هذه الطرق لم تكن أرضية فقط لكنها طرق مرتبطة بجسور وانفاق ابرزها وأحداثها هذا العام نفق الهجرة الذي يشق ساحة جسر الجمرات باتجاهين متعاكسين من تحت ساحة الجسر وسيساهم هذا النفق في عزل حركة المشاة عن حركة السير مما يعني توفير حركة مرورية ميسرة حتى في ايام التشريق والتي عادة ما تشهد ازدحاماً كبيراً بين المشاة والسيارات. وفي الدخول إلى أي من مخيمات الحجاج سواء كانوا قادمين من آسيا أو أوروبا أو حتى من افريقيا وأستراليا فإن مخيماتهم موحدة بلونها الأبيض وخدماتها الثابتة التي لا تتغير بتغير الأجناس أو الألسن فالكل في هذه الأيام سواسية أمام رب العباد ليس لأحد فضل على أحد إلا بالتقوى. بياض الخيام الخارجي وبرودتها الداخلية وإضاءتها الجيدة زادتها وسائل السلامة أمامنا واستقراراً لك من استظل تحت ظلها رافعاً يديه للسماء داعياً ربه بالغفران. وتوفير السلامة في المخيمات وفي مقابلة توفير الخدمات منح ضيوف الرحمن الراحة النفسية والاطمئنان فشعروا أنهم يعيشون داخل قصور ازدانت جدارها بالجواهر. وجواهر مخيمات الحجاج بمنى تمثلت بالكوادر السعودية المؤهلة التي وقفت بشرف واقتدار لتقول للحجاج لبيك فنحن خدامك يا من لبيت النداء وتركت المال والأهل والولد وقدمت إلى الله لا ترجو سوى الرحمة والغفران والقبول والثواب.