عبّر مجلس الأمن عن «ادانته الحازمة» لاطلاق كوريا الشمالية أمس (الثلثاء) صاروخا بالستيا حلق فوق اليابان، وطالب بيونغيانغ بالكف عن إطلاق مزيد من الصواريخ والتخلي عن أسلحتها وبرامجها النووية. وأكد المجلس في بيان وافق عليه بالاجماع الاعضاء ال15 اثر اجتماع دام ثلاث ساعات، الالتزام بإيجاد حل سلمي وديبلوماسي وسياسي للازمة مع كوريا الشمالية، داعياً الدول الاعضاء إلى «التطبيق الحازم والكامل» لقرارات الاممالمتحدة، ومن بينها تلك التي تفرض عقوبات اقتصادية على كوريا الشمالية. وأشار البيان إلى أن الاختبار الصاروخي الكوري الشمالي يتعارض مع عدد من قرارات مجلس الامن السابقة، معتبراً أن «هذه الاجراءات التي تتخذها جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية ليست مجرد تهديد للمنطقة، بل لجميع الدول الاعضاء في الاممالمتحدة». واضاف البيان أن المجلس «يعرب عن بالغ قلقه لان جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية من خلال قيامها بعملية اطلاق من هذا القبيل فوق اليابان، فضلا عن تصرفاتها وتصريحاتها الاخيرة، تقوض عمدا السلام والاستقرار الاقليميين». وطالب كوريا الشمالية بأن تمتثل لكل القرارات الصادرة عن الاممالمتحدة، وهذا يعني «تخليها عن كل الاسلحة النووية والبرامج النووية القائمة بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا رجعة فيه، ووقف كل الانشطة ذات الصلة فوراً». ونقلت "فرانس برس" عن مصادر ديبلوماسية أن السرعة التي رد بها اعضاء مجلس الامن تؤكد عزمهم على البقاء متحدين. وقالت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة أمام المجتمعين: «العالم متحد ضد كوريا الشمالية ولا شك في ذلك. حان الوقت لنظام كوريا الشمالية كي يعترف بالخطر الذي يضع نفسه فيه. الولاياتالمتحدة لن تسمح باستمرار جموحه». ولا يهدد البيان الذي صاغته الولاياتالمتحدة وجرت الموافقة عليه بالإجماع بفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، لكن السفير الياباني في المنظمة الدولية كورو بيشو قال للصحافيين:«آمل قطعا أن نتمكن من استصدار قرار قوي لمتابعة (ما جاء في) هذا البيان». وأوضح ديبلوماسيون إن الصين وروسيا اللتين تتمتعان بحق النقض (فيتو) في المجلس تعتبران فقط أن إطلاق صاروخ طويل المدى أو سلاح نووي هو السبب لفرض مزيد من العقوبات الدولية. ودعا سفير الصين في الأممالمتحدة ليو جيه يي كل الأطراف إلى ضبط النفس و«تجنب الاستفزازات المتبادلة التي قد تزيد من تدهور الوضع الإقليمي». أما السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا، فقال للمجلس انه «لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للقضايا التي تعصف بشبه الجزيرة الكورية». وأضاف أنه يجب الحد من التدريبات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسيول. ودعت الصين وروسيا الولاياتالمتحدة إلى وقف نشر منظومة دفاع صاروخي تعرف باسم ثاد في كوريا الجنوبية. كما اعترضتا على الدول التي تفرض عقوبات أحادية على أشخاص أو شركات متصلة بكوريا الشمالية. وكانت الولاياتالمتحدة أدرجت الأسبوع الماضي 16 شركة وفردا من الصين وروسيا وسنغافورة على قائمة سوداء بسبب تعاملات تجارية مع كيانات كورية شمالية محظورة.