سيول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أفادت صحيفة كورية جنوبية امس، بأن الشطر الشمالي بدأ سحب الاموال من حساباته المصرفية في الخارج بهدف الحؤول دون تجميدها في اطار تعزيز العقوبات الدولية على النظام. ونقلت صحيفة «دونغ-ايه البو» عن مصدر لم تكشف هويته في بكين، ان كوريا الشمالية بدأت سحب اموالها من حسابات خارجية عدة، لا سيما في ماكاو. وكانت كوريا الشمالية القوة النووية العسكرية منذ العام 2006، تحدت مرة جديدة المجموعة الدولية عبر اجراء تجربة للمرة الثانية على قنبلة ذرية في 25 ايار (مايو) الماضي. ورداً على ذلك، قرر مجلس الامن في 13 حزيران (يونيو) الجاري، بالاجماع، تعزيز نظام العقوبات المفروض على بيونغيانغ. وأقام القرار 1874 نظاماً معززاً لتفتيش الشحنات الجوية والبحرية والبرية المتجهة الى كوريا الشمالية او القادمة منها وتوسيع الحظر على الاسلحة. وتضمن النص ايضاً تشديد العقوبات المالية القائمة. وبحسب الصحافة الكورية الجنوبية فإن سيول سلمت الاسبوع الماضي حليفها الاميركي لائحة من 10 الى 20 حساباً مصرفياً كورياً شمالياً في الصين وسويسرا خصوصاً. وتقول سيول انه يشتبه في ان هذه الحسابات تستخدم لصفقات حساسة مرتبطة بتبييض الاموال. في غضون ذلك، اظهر الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلثاء حزماً في مواجهة «التهديد النووي» الذي تمثله كوريا الشمالية بالنسبة الى المجتمع الدولي، فيما جدد التزامه ضمان امن كوريا الجنوبية. وقال اوباما الى جانب نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك بعد اجرائهما محادثات في البيت الابيض: «سنعمل بحزم لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية». وأضاف: «جددنا تأكيد الطابع الدائم لتحالفنا ولالتزام اميركا ضمان الدفاع عن جمهورية كوريا» الجنوبية. وأكد الرئيس الاميركي انه سيعمل على تطبيق حازم للعقوبات التي تبناها مجلس الامن الجمعة، بحق كوريا الشمالية، وخصوصا تلك التي تستهدف الشحنات المتجهة الى كوريا الشمالية او المنطلقة منها. ويزور لي البيت الابيض سعياً الى الحصول على ضمانات من الولاياتالمتحدة حول حماية امن بلاده. وشهدت الاشهر الاخيرة تصعيداً جديداً من كوريا الشمالية، خصوصاً بعد اجراء تجربتها النووية الثانية في اطلاقها سلسلة من الصواريخ القصيرة المدى.والجمعة الماضي، تمكن مجلس الامن من التوافق على قرار يلحظ تشديداً للعقوبات بحق بيونغيانغ والتي كان فرضها العام 2006 بعد اول تجربة نووية لكوريا الشمالية. ورداً على ذلك، شددت كوريا الشمالية على انها لن تتخلى عن السلاح النووي وعلى انها ستعمد الى تكثيف انتاجها للمواد المشعة. ونبهت الى انها ستتعامل مع اي حصار جديد يفرض عليها كعمل حربي. في غضون ذلك، نشرت صحيفة كورية جنوبية ان القطار الكوري الشمالي المخصص لنقل الصواريخ ذاتية الدفع عابرة القارات، قام برحلة الى قاعدة صاروخية على الساحل الشرقي بعد أسابيع من رصده وهو ينقل صاروخاً الى موقع جديد على الساحل الغربي. وأشارت صحيفة «تشوسون البو» الى ان السلطات الاميركية والكورية الجنوبية تعتقد ان القطار ربما ينقل صاروخاً طويل المدى الى قاعدة «موسودان - ري» على الساحل الشرقي التي استخدمت في اطلاق اثنين من الصواريخ طويلة المدى من قبل. ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي قوله: «رصد قمر اصطناعي أميركي للتجسس قطاراً خاصاً ينقل صواريخ ذاتية الدفع عابرة للقارات من مصنع (بالقرب من بيونغيانغ) الى موقع موسودان-ري وبقي هناك أياماً عدة قبل أن يعود». في اليابان، وافق الحزبان الحاكمان اليوم الأربعاء على رفع مشروع قرار إلى البرلمان لتفتيش الشحنات التي تحملها السفن والبواخر القادمة إلى كوريا الشمالية والخارجة منها. وأوضحت وكالة الأنباء اليابانية «كيودو» ان عمليات التفتيش ستجري في المياه الإقليمية اليابانية وفي أعالي البحار وذلك استجابة لقرار مجلس الأمن الدولي الذي تم تبنّيه الأسبوع الماضي والذي يحض الدول الأعضاء في الأممالمتحدة على تنفيذ مثل هذه العمليات. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني تاكيو كاوامورا ان الحكومة اليابانية لا تستبعد إطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية جديدة بعد صدور تقارير عن نقلها صاروخاً بعيد المدى الى منصة إطلاق. في فيينا، دعت الدول ال35 الاعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية كوريا الشمالية الى العودة الى طاولة المفاوضات، ودانت بشدة التجرية النووية الجديدة التي اجرتها بيونغيانغ في 25 ايار. وقالت الديبلوماسية الجزائرية طاووس فروخي التي ترأس الجلسة، ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين واليابان خصوصاً دانت التجربة «لكن اولويتنا هي اقناع بيونغيانغ بالعودة الى المفاوضات السداسية». وأوضحت ان حكام الوكالة عبروا عن املهم في اشراكهم مجدداً بإجراءات مراقبة تنشيط بيونغيانغ لبرنامجها النووي. وفي موسكو، أفاد بيان مشترك لموسكووبكين بأن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ونظيره الصيني هو جينتاو حضا على العودة سريعاً إلى المحادثات السدادسية المتعلقة ببرنامج كوريا الشمالية النووي.