أكدت القوات العراقية أمس إحكام سيطرتها على وسط مدينة تلعفر، غرب الموصل، فيما شن «داعش» هجوماً على «الحشد الشعبي» في منطقة البعاج المحاذية للحدود مع سورية. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان أمس «تحرير كل الأحياء بعد سيطرة الفرقة المدرعة التاسعة والحشد الشعبي على حيي العسكري ومنطقة المعارض وبوابة تلعفر وقرية الرحمة»، وأضافت: «لم يتبق من ساحة عمليات المعركة سوى ناحية العياضية والقرى المحيطة، واتجهت قطعات الفرقة 15 والفرقة 16 إليها». وقال قائد القوات البرية الفريق الركن رياض جلال توفيق إن «تلعفر أصبحت في قبضة اليد، والفرقة 15 أكملت مهماتها، وستستمر الفرقة 16 التي حققت انتصارات كبيرة بالتقدم إلى تحرير القضاء بالكامل». وأفاد «الحشد الشعبي» بأن هذه الفرقة «تقدمت من الجهة الجنوبية الشرقية، وحررت قريتي فقه والهارونية». وشارك في المعركة نحو 40 ألف عنصر من الجيش والشرطة الاتحادية و «الحشد الشعبي» وجهاز مكافحة الإرهاب بغطاء جوي من قوات «التحالف الدولي» والطيران العراقي للقضاء على ألفي عنصر من التنظيم يعتقد بأنهم انسحبوا نحو بلدة العياضية التي يتوقع أن تشهد معارك أشد شراسة. وأطلقت «مفارز العمليات النفسية» التي تتقدم القوات المتجهة لاستعادة ما تبقى من المناطق نداءات عبر مكبرات الصوت تدعو عناصر التنظيم إلى «الاستسلام» وتحض المواطنين على «الابتعاد عن تجمعات داعش والتوجه إلى مناطق أكثر أمناً». وأفاد الإعلام الحربي بأن «الطائرات الحربية ألقت مليون منشور على العياضية تحض عناصر التنظيم على الاستسلام وترشدهم للاستماع الى محطة الراديو الخاصة بالتوصيات وتوجيه المواطنين من أجل سلامتهم». من جهة أخرى، كشف إعلام «الحشد» عن أن «قوات اللواء 40 صدت اليوم (أمس) تعرضاً للعدو الإرهابي كان يستهدف حي الرسالة والحمدانية في قضاء البعاج المحرر غرب الموصل، وقتلت ستة من عناصره وأحرقت عربتهم». ولتلعفر التي تعد من أكبر الأقضية موقع استراتيجي، واتخذ منها التنظيم منطلقاً للسيطرة على محافظة نينوى في حزيران (يونيو) عام 2014 معلناً إقامة «دولة الخلافة»، ومن ثم امتدت سيطرته إلى حدود المحافظات الكردية شرقاً، وشمالاً صوب محافظة صلاح الدين والمناطق الغربية والجنوبية لمحافظتي كركوك، والأنبار، فضلاً عن إحكام قبضته على طول الحدود مع سورية من جهة الغرب. وأثارت الحرب على «داعش» في تلعفر توتراً في العلاقات الدولية والإقليمية، إذ اعترضت قوات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، وتركيا على إشراك «الحشد الشعبي» في استعادته، قبل أن ينزح نحو 60 في المئة من سكان المدينة، فضلاً عن مخاوف من فرض «الحشد» نفوذه على موقع استراتيجي يربط الموصل بالحدود مع سورية.