توغلت القوات العراقية أمس في عمق أحياء مدينة تلعفر، غرب الموصل، وسيطرت على أحياء. وقال قائد المعركة الفريق الركن عبد الأمير يارالله في بيان أمس، إن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة وألوية من الحشد الشعبي، حررت حي التنك، كما حررت قوات مكافحة الإرهاب حي الكفاح الجنوبي، بينما حررت قطعات الشرطة الاتحادية والحشد قرية ملا جاسم، وحي الكفاح الشمالي». وأكد القائد في جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي أن قواته «أكملت تحرير سبع قرى ضمن الحدود الإدارية لتلعفر»، وأضاف أن «الأيام المقبلة ستشهد مفاجآت». وأفاد «الحشد» بأن «اللواء 19 حرر قرية ويران وقتل 7 إرهابيين، كما عبرت قوات مشتركة خط الصد الأول في حي الجزيرة في المحور الشمالي الشرقي، وبدأت وتخوض مواجهة عنيفة»، وأوضح أن «اللواء الثالث وقطعات من الشرطة الاتحادية، أمنا طريق خط إمداد قرية ترمي باتجاه حي الكفاح، لدعم القطعات المتقدمة صوب مركز تلعفر، ما حقق التماس بين محور الرد السريع واللواء العاشر مع اللواء الثالث والشرطة الاتحادية، بينما تم اقتحام حي التنك من الجهة الشرقية وتمت السيطرة على المركز الصحافي فيه». وزاد أن «اللواء 26، بإسناد من الطيران، يواصل تقدمه في حي الخضراء في المحور الجنوبي، ويستهدف مواقع وتجمعات مهمة للعدو غرب ناحية المحلبية تمهيداً لاقتحامها». إلى ذلك، كشفت استخبارات الحشد أن «داعش استقدم عناصر إضافية من مركز تلعفر لمواجهة القطعات المتقدمة، وقد أمر عناصره بإحراق مقراتهم والانسحاب من الأماكن المفتوحة والتحصن داخل الأبنية والأزقة الضيقة». وباتت المعارك تدور في المناطق السكنية منذ الثلثاء عندما اقتحمت القوات المشتركة التي تضم قوات الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب وفصائل الحشد الشعبي بإسناد من التحالف الدولي، من محاور عدة. وقال النائب أحمد الأسدي، الناطق باسم «الحشد»، إن «الانهيارات كبيرة والدواعش أخلوا معظم خطوط الصد التي وضعوها وهربوا إلى مركز القضاء». بدوره، أكد الفريق الركن سامي العارضي، أحد قادة قوات مكافحة الإرهاب، في لقاء بثه تلفزيون «العراقية» الحكومي، أن «العدو فقد توازنه(...) القطعات في تقدم مستمر»، مشدداً على أن «العملية تسير أسرع مما كنا نتوقعه». يتبع التنظيم خلال تراجعه تكتيك الألغام والمفخخات والعمليات الانتحارية لإيقاع أكبر الخسائر في صفوف القوات مثلما حدث في الموصل والمدن الأخرى التي طرد منها. وتوقع الأمين العام ل «منظمة بدر» القيادي في «هيئة الحشد» هادي العامري، حسم المعركة بسرعة. وناقش نائب رئيس الهيئة أبو مهدي المهندس مع مسؤول «الحشد التركماني» في المحور الشمالي «تطورات المعركة ودور المقاتلين التركمان في عملية الاقتحام، ومدى التنسيق بين القطعات». وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان، أن «طيران التحالف الدولي نفذ 30 غارة 29 منها في قضاء تلعفر، أسفرت عن قتل 37 إرهابياً، وتدمير ثلاثة مواقع دفاعية، وتفجير 4 مستودعات للأسلحة، وعربتين مفخختين، و5 مفارز هاون»، وتابعت أن «الطائرات العراقية ألقت مليون منشور في المدينة، تطالب الأهالي بوضع حرف (ع) على البيوت والأماكن التي تؤوي عناصر داعش والابتعاد عن مقرات العدو». وأوضحت أن «التوجيهات ستعلن عن طريق المفارز الميدانية الممرات الآمنة التي ستفتح للمدنيين، وبدورها ستقوم القوات المسلحة بنقلهم إلى أماكن آمنة». وتمكنت «قوات البيشمركة» من قتل انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً وعنصر آخر من «داعش» قرب قرية كول محمد شمال غربي الموصل، بعد أن تسلل من جهة العياضية التابعة لتلعفر.