استدعى كلام الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، حول معادلته الرباعية الجديدة، والتنسيق مع سورية في مسألة التفاوض في شأن مصير العسكريين المخطوفين لدى «داعش»، ردود فاعلة رافضة. واتهمه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ب «إلحاق الضرر والأذى بالجيش اللبناني من خلال تأكيده التنسيق في معركة فجر الجرود بين الجيشين اللبناني والسوري وحزب الله في وقت يعرف أن تأكيداً من هذا النوع يضر بالجيش، حيث العديد من الدول التي تساعده بأشكال مختلفة ستوقف دعمها في حال تبين أنه ينسق معهما». واستهجن «استخدام ملف العسكريين المخطوفين أداة للضغط على الحكومة لإجراء محادثات رسمية وفوق الطاولة مع الحكومة السورية». وقال ل «المركزية»: «شكراً سيد حسن لأنك أظهرت لنا هذه المرة جزءاً أساسياً من المعادلة الفعلية، أي «جيش، شعب، مقاومة وجيش سوري»، لكن المعادلة الفعلية التي تقصدها كل الوقت هي «جيش، شعب، مقاومة، جيش سوري، حشد شعبي عراقي، وحرس ثوري إيراني». وأضاف: «قلت يا سيد حسن أنه استسلم العشرات من المسلحين، من الذين كانوا في الجرود اللبنانية، لماذا لا تؤخذ المعلومات من الذين استسلموا عن الجنود اللبنانيين المخطوفين؟ وإذا كان لديكم أسرى من مسلحي داعش الذين كانوا في الجرود، فلا لزوم لأي مفاوضات لأن من المفترض أن يكونوا هم الذين كانوا يأسرون الجنود المخطوفين ولديهم كل المعلومات عن وضعهم ومصيرهم. وإذا كنتم تقصدون التفاوض مع مركزية داعش، فأنت قلت أنه لا يهمها التفاوض، فلماذا الزج إذاً بالجنود المخطوفين؟ أليست محاولة للضغط على الحكومة بغية التفاوض رسمياً مع حكومة سورية غير موجودة؟». واكد «رفض التنسيق مع نظام أقل ما يقال فيه أنه داعشي أكثر من «داعش». واعتبر وزير التربية مروان حمادة أن «المعادلة الجديدة ترجمة للهجوم السوري المضاد لاكتساح الساحة اللبنانية، وفضيحة الفضائح اللعب على مصير الأسرى اللبنانيين ليقال للبنان أن لا عودة لهؤلاء الأبطال إلا شهداء أو عبر وساطة سورية ما». وسأل: «هل نحن سنقبل بمعادلة رباعية، والثلاثية موضع عدم إجماع اللبنانيين حولها؟». وأشار الوزير السابق أشرف ريفي ، في تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن «التحرير الحقيقي يتمّ بالقبض على قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونزع سلاح حزب الله وكل الميليشيات». وطالب نصر الله ب «الاعتراف أوّلاً بلبنان، قبل المطالبة بالتواصل مع نظام القاتل الرئيس بشار الأسد ». أما «تيار المستقبل» فرد في بيان مساء أول من أمس أشار فيه إلى أن نصر الله «يتخذ من قضية الكشف عن العسكريين المخطوفين، وسيلة لابتزاز الحكومة واستدراجها إلى مفاوضة داعش بالتنسيق والتكامل مع الحكومة السورية وهي محاولة غير مقبولة للتلاعب بمشاعر الأهالي وتوظيفها لمصلحة النظام السوري وحلفائه». ورأى أن «قضية العسكريين في عهدة الجهات الأمنية المختصة والقيادة العسكرية التي سبق أن أعلنت، أنها لن تذهب إلى التفاوض مع داعش قبل الكشف عن مصيرهم». ولفت إلى أن «المعادلة التي أتحفنا بها لجهة إضافة الجيش السوري لمعادلته الثلاثية المعروفة، قد تفتح الباب أمام بزوغ معادلة خماسية وسداسية، يقرر حزب الله ضم الجيش الإيراني إليها محملاً بالحشد الشعبي العراقي وتنظيم أنصار الله الحوثي في اليمن». وكان نصرالله أكد في كلمته أن «معركة الجرود اللبنانية- السورية لا يمكن تجزئتها أو تفكيكها». وأعلن أن «تفاوضاً يجري في الأراضي السورية بناء على طلب قيادة المسلحين وأن الطرف المعني بهذه التسوية هي دمشق التي وافقت على التفاوض ولن يكون هناك وقف إطلاق نار قبل التوصل إلى التسوية وهي: أن لا يبقى داعش لا في الأرض اللبنانية ولا في الأرض السورية. والتأكيد أنه إذا كنا نفاوض في الجانب السوري فالقيادة السورية والجيش السوري والمقاومة ملتزمون بأن أي اتفاق كامل سيحصل مع جماعة داعش سيكون شرطه الأول كشف مصير الجنود اللبنانيين واستعادتهم. واذا الجانب اللبناني يريد أن يفاوض مباشرةً مسلحي داعش في الجرود، لا توجد مشكلة، يستطيع الجانب اللبناني الرسمي أن يدخل في مفاوضات، لكن أي التزامات تحتاج إلى تطبيق سوري، تواصلنا وناقشنا هذا الموضوع مع القيادة السورية، هذا سيكون لو مثلاً افترضنا أن اللبنانيين وصلوا إلى نتيجة من لوازمها أن عائلات المسلحين وأن المسلحين يجب أن ينتقلوا مثلاً إلى المنطقة الفلانية في سورية، من سيأخذهم؟ معناه أن الدولة السورية ستوافق على أي اتفاق، لذلك القيادة السورية، على ما أبلغنا وعلمنا، أنها ستكون بالتأكيد متجاوبة وستكون حريصة جداً على نجاح هذا الاتفاق، ولكن هذا شرطه الطلب الرسمي اللبناني والتنسيق العلني، وليس تحت الطاولة». ورأى أن «ما تحقق هو نتيجة المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة ومعها الجيش السوري»، داعياً إلى «التعاطي مع الانتصار القريب على أنه التحرير الثاني».