أطلق قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون عملية «فجر الجرود» في الخامسة صباح أمس، مغرداً عبر حساب الجيش على «تويتر»: «باسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار، وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم، أطلق عملية فجر الجرود». فشكلت تلك اللحظة نقطة البداية للهجوم على مسلحي تنظيم «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع بعد أيام من القصف التمهيدي. وتلى الإعلان الرسمي عن العملية من جانب الجيش، إعلان من جانب «حزب الله» عن إطلاقه «مع الجيش السوري عملية «وإن عدتم عدنا» لتحرير جرود القلمون الغربي من «داعش». وتعتبر هذه الجرود امتداداً جغرافياً للجرود اللبنانية، إلا أن التنسيق بين الجانب اللبناني وجانب «حزب الله» والجيش السوري غير موجود، بحسب مديرية التوجيه في الجيش اللبناني. رئيس الجمهورية: حماكم الله وبعد ساعة على إعلان العماد عون عن بدء المعركة، انتقل رئيس الجمهورية ميشال عون إلى قيادة الجيش واطلع على سير العمليات العسكرية من العماد عون. وتابع نقلاً مباشراً لوقائع تحرك وحدات الجيش في المنطقة واشتباكها مع المجموعات الإرهابية، ثم أجرى اتصالاً هاتفياً بقائد الجبهة في حضور رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملاك وعدد من كبار ضباط القيادة، وقال: «أنا معكم، أتابعكم من غرفة العمليات، عقلنا وقلبنا معكم. أحييكم ولبنان بأسره يتطلع إليكم، وينتظر منكم تحقيق الانتصار. أحيي كل عسكري يقاتل وأنا على ثقة أن آمال اللبنانيين لن تخيب. كل شيء يجري بشكل جيد، وإن شاء الله تستمر معركتنا من دون خسائر مهما كانت الظروف. وسنبقى معكم طوال الوقت. حماكم الله». وبعد أربع ساعات على إطلاق العمليات العسكرية، عقد مدير التوجيه في قيادة الجيش العميد علي قانصوه مؤتمراً صحافياً شرح فيه «مجريات القتال البري»، وقال: «مهمة الجيش مهاجمة إرهابيي «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع، ليدمرهم لاستعادة الأرض والانتشار حتى الحدود اللبنانية- السورية»، واصفاً المعركة بأنها «من أصعب المعارك التي يخوضها الجيش ضد التنظيمات الإرهابية، ولكن لا نخاف من «داعش» وسنقضي عليه». وقدّم عرضاً مفصَّلاً عن الوضع العام لمسلحي «داعش» على الأراضي اللبنانية وحجمهم والمساحة التي ينتشرون فيها ونوع الأسلحة التي يملكونها، مفصّلاً نقاط ضعفهم وقوّتهم. وعرض خرائط تظهر نقاط وجودهم. وقال: «إن جاهزية هذه الوحدات الإرهابية مكتملة نسبياً. وهي تحت الحصار منذ أكثر من عام. وتم تضييق الطوق عليها في الأسبوعين الأخيرين وكان آخر الخطوات استرجاع تلال ضهور الخنزير وحقاب خزعل والمنصرم». وتضمن العرض خرائط للمواقع التي سيطر عليها الجيش. ولفت إلى أن مسلحي «داعش» يحتلون المرتفعات الأعلى بينما تنتشر وحدات الجيش في مرتفعات أقل ارتفاعاً ما يشير إلى صعوبة المعركة، إذ إن «الجيش يهاجم من تحت إلى فوق». وتوقف عند امتلاك مسلحي «داعش» دراجات نارية توفر لهم «سرعة حركة وانتقال». وأكد قانصوه أن «معظم أسلحة المسلحين يتم تدميرها بواسطة المدفعية أو طائرات الجيش، فهذه الأسلحة والمخابئ تعطينا نموذجاً عن العدو الذي نحاربه الذي يختبئ في المغاور مموَّهاً والقتال معه غير عادي. نحن لا نواجه عدواً سهلاً». وإذ لفت إلى «طبيعة الأرض الصعبة لجهة وجود جبال ومغاور وكهوف يحتمون فيها»، تحدث عن «خبرة عالية للمسلحين في عمليات القنص حيث أن طبيعة الأرض تساعدهم في ذلك. نواجه عدواً له خبرة بطبيعة الأرض لأنه متمركز فيها منذ سنوات عدة، يستثمرها ويستغلها». وعن التنسيق مع الجيش السوري و«حزب الله»، أكد أن «لا تنسيق مباشراً أو غير مباشر مع أي طرف حتى الوصول إلى الحدود اللبنانية- السورية». وأضاف: «وجدنا أنفسنا جاهزين فبدأنا». ورفض تحديد «مدة للمعركة، فالأمر متوقف على طبيعة المعركة وتحصيناتهم، ولا نزال في بداية المعركة». وعما إذا كانت هناك مفاوضات مع «داعش» بالتزامن مع المعركة، قال: «حتى الآن لا مفاوضات». وأضاف: «موضوع العسكريين المخطوفين أولوية قبل أي مفاوضات، ومن دون معرفة تفاصيل عن مصير العسكريين لا مفاوضات». وعن مصدر قوة «داعش» على رغم محاصرة المسلحين منذ سنة، اعتبر قانصوه أن «مسلحي «داعش» كانوا يستفيدون من مخيمات النازحين واستمدوا قوتهم من المدنيين الذين كانوا في مخيمات وادي حميد». وعن الخشية من استهداف مناطق لبنانية داخلية، قال: «هناك خوف من وجود خلايا نائمة والقوى الأمنية ومخابرات الجيش تقوم بما عليها، وأوقفت خلايا في الفترة الماضية». وعن سبب إطلاق المعركة اليوم وليس عام 2014 والخلاف بين «جبهة النصرة و«داعش» الذي لم يكن يسمح بأن يستفيد «داعش» من المدنيين والمخيمات، قال: «في العام 2014 كانوا حلفاء في ما بينهم والجيش طور انتشاره واقفلنا كل الجبهة وكنا نقاتل ونستهدفهم في شكل يومي». ولفت إلى «المساعدات الأميركية والبريطانية المشكورة وإلى وجود غطاء سياسي وعسكري لتنفيذ المعركة». وشدد على أن «إرادة القتال لدى العسكريين اللبنانيين كبيرة، وعسكرنا يريد المحاربة، أسلحة وذخيرة وطائرات لدينا والأرض سنسترجعها». وتمنى العميد قانصوه على الإعلاميين «وقف التسريبات عن المعارك حمايةً للعسكريين»، قائلاً: «هذه حرب كل لبنان». مسار العمليات العسكرية وإذ حصر الجيش اللبناني المعلومات عن مسار المعارك بتلخيص يعلنه في الخامسة عصر كل يوم، تسربت معلومات عسكرية تحدثت عن «تقدم حصل ظهراً شرقاً لاسترجاع مراكز «داعش» مقابل حرف الجرش وتلة الحمرا وجنوباً باتجاه خربة شميس»، وأن «السيطرة على هذه المراكز تجري وفق الخطة الموضوعة». وعُلم أن «وحدات الهندسة في الجيش أزالت الألغام والمفخخات للسيطرة على المرتفع 1564 وتلة طلعة العدم». وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية) أن الجيش حقق «إصابات مباشرة في مواقع في عقاب الكاف، منطقة الكهف وعقاب شكر». الجرود السورية أما عن مسار المعارك في الجرود السورية، فتحدث كل من وكالة الأنباء السورية والإعلام الحربي ل «حزب الله» منذ الساعات الأولى على بدء المعركة، عن تقدم وعن استسلام مسلحين «دواعش». وأوردت وكالة سانا» أن «وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع المقاومة الوطنية اللبنانية حققت تقدماً في جرود قارة والجراجير بعد تكبيد إرهابيي تنظيم «داعش» خسائر بالأفراد والعتاد». ولفتت إلى أن «عمليات مكثفة نفذت ضد «داعش» من اتجاهات عدة في هذه الجرود، وفرضت الوحدات العسكرية سيطرتها صباحاً على تلال ومرتفعات حرف وادي فارة ورأس شعبة المغارة وقرنة شميس دوار خنجر وشعبة السوقي ووادي دوار خنجر وشميس الزمراني ومرتفع ثنايا الحريق ووادي مسعود ووادي أبو خضير وشعبة سرور وقبر العرسالي وخربة العيلة». وأشارت إلى أن «العمليات أسفرت عن تدمير عدد من النقاط المحصنة للتنظيم ومقتل وإصابة العديد من إرهابييه. وتواصل وحدات الجيش السوري والمقاومة اللبنانية تقدمها إلى منطقة العرقوب ورابية النحاش في القلمون الغربي». وأعلنت الوكالة أن «مجموعات من «داعش» سلمت أنفسها عند معبر الزمراني الذي أصبح تحت السيطرة النارية في شكل كامل». وأورد الإعلام الحربي ل «حزب الله» صوراً وشريطاً مصوراً لمسلحين ملتحين يسلمون أنفسهم للحزب. ورصدت الكاميرا مسلحين في سيارة «بيك أب» سأل مراسل سائقها عن سبب تسليمهم أنفسهم فقال: خلصنا» ولم يعاود الكلام. وسمعت خلال هذا المشهد أصوات نساء. وأعلنت محطة «المنار» التلفزيونية التابعة ل «حزب الله» أن بين الذين استسلموا «امير شرعي في «داعش» المدعو أحمد وحيد العبد وهو مسؤول عن قاطع الزمراني». الصليب الأحمر وواكب الصليب الأحمر اللبناني الأعمال العسكرية في جرود رأس بعلبك والقاع. وخصص وفق بيان صادر عنه «تطبيقاً لخططه الاستباقية 45 سيارة متنوعة من سيارات إسعاف ذات دفع رباعي وسيارات عادية وسيارة لتنسيق الاتصالات مدعمة بما يقارب 175 مسعفاً ينتشرون في مواقع متقدمة في اللبوة ورأس بعلبك والقاع لتلبية النداءات وإجلاء المصابين إلى المستشفيات بحسب ما تقتضيه الحالة». وأوضح أن «مراكز نقل الدم على جاهزية لتلبية الطلب على وحدات الدم عند الحاجة». «داعشيو» الجرود انغماسيون ولهم خبرة في التخفّي قسَّم إرهابيو تنظيم «داعش» الإرهابي مناطق سيطرتهم في الجرود اللبنانية - السورية إلى ولايات تشبه المحافظات المعتمدة في بلدانهم الأم، وذلك بحسب مدير التوجيه في الجيش اللبناني العميد علي قانصو. و «يتمركز هؤلاء المسلحون شمالاً في جرود رأس بعلبك وجرد القاع، وغرباً في جرد رأس بعلبك وجزء من جرد عرسال، وجنوباً على امتداد التلال المشرفة على وادي الشاحوط، وشرقاً في منطقة قارة والجراجير والبريج في الأراضي السورية»، وفق قانصوه. ويخضع عناصر هذا التنظيم ل «ولاية الشام– قاطع القلمون الغربي». وتظهر الخرائط مساحة البقعة التي يتمركزون فيها وتبلغ نحو 120 كلم مربع، ويتوزعون على 47 موقعاً بينها: مراح الكف، وادي الخشن، خربة التينة، تلة الخلف، تلة طلعة العدم، مراح الدوار، الدكانة، سهلات خربة داود.وتتشكّل «المجموعات الإرهابية» من مجموعات مشاة معززة بآليات ودراجات نارية، وتملك أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة: مدافع هاون، صواريخ موجهة، أسلحة مضادة للدروع، أسلحة مضادة للطائرات، قناصات، مناظير ليلية وطائرات من دون طيار. وعُرضت صور التقطت جواً لمدفع مضاد للطائرات رُصد من بعد وآليات مختلفة. وأظهرت الصور 3 من مسلحي «داعش» مع قناصاتهم ومزحف صواريخ ومدفع مضاد للطائرات مموّه، خندق محصّن، غرف ومراكز محصنة داخل الكهوف، مركز رمي مدفعية محصّن، مدفع هاون مموّه، مركز حماية وملجأ داخل كهف، ومزحف إطلاق صاروخ موجّه. وتقدر مديرية التوجيه عدد مسلحي داعش في هذه الجرود اللبنانية ب 600 إرهابي وفق التقديرات الاستعلامية ويتوزعون على ثلاث مجموعات: فصيل بكر شمالاً (جرد القاع)، فصيل علي في الوسط (جرد رأس بعلبك)، فصيل أسامة في الجنوب (على امتداد التلال المشرفة على وادي الشحّوط). ولدى الإرهابيين نقطتا ضعف: عدم توافر تغطية جوية وعدم توافر دبابات. أما نقاط القوة، فهي: مهاجمة القوى بواسطة الدراجات المفخخّة والانتحاريين والانغماسيين، معرفة طبيعة الأرض الصعبة (جبال ومغاور وكهوف) واستثمارها، خبرة عالية في التفخيخات والنسفيات، التخفي والانتقال بسرعة من جبهة إلى أخرى باستعمال الدراجات النارية، وخبرة عالية في عمليات القنص، خصوصاً أن طبيعة الأرض تساعدهم في ذلك. أهالي القاع ورأس بعلبك يؤمّنون الطعام والمياه للجيش لا أحد من أهل بلدة القاع والبلدات البقاعية القريبة من الجبهات، إلا يشعر بثقة كبيرة بأن «الجيش اللبناني سيحرر الجرود اللبنانية من مسلّحي داعش»، وفق ما أكد ل «الحياة» رئيس بلدية القاع بشير مطر الذي لم يخف تخوّف القاعيين من إمكان تسلّل انتحاريين إلى البلدة خلال المعركة أو ربما بعد انتهائها». ولفت إلى أن «مشاريع القاع الحدودية الشرقية التي طغى عليها اكتظاظ النازحين السوريين منذ أحداث القلمون والقصير، هي أرض واسعة ومفتوحة على الحدود السورية». وترافق انطلاق المعركة مع قرار اتخذته بلديتها بمنع تجوال السوريين ليلاً ونهاراً حتى انتهائها. وحصر نقاط وجودهم في محيط منطقة المشاريع التي تجمعوا فيها، إضافة إلى العمال السوريين المقيمين في هذه التجمعات الذين لا تنطبق عليهم صفة النزوح واعتادوا التردد على المنطقة في كل موسم زراعي. وأكد مطر أن البلدية تسيِّر دوريات في البلدة ووضعت أجهزة اتصال لاسلكي بتصرّف المواطنين للإبلاغ عن أي طارئ. وقال: «هناك جهاز إنذار خاص بالبلدية لابلاغ المواطنين بأي مظهر أمني يستجد»، مشدداً على «أننا مستعدون لحمل السلاح إذا طُلبت منا مساعدة الجيش». ولفت إلى أن «وزارة الصحة دعمتنا ببرادات ومولدات كهربائية». وأشار إلى أن الحركة في البلدة طبيعية دخولاً وخروجاً. وفي بادرة دعم للجيش، وضع شباب القاع وشاباتها وجمعيات مدنية، وفق ما أكد مطر، أنفسهم بتصرف الجيش لتأمين الوجبات الغذائية والمياه اللازمة للعسكريين. وكذلك فعل متطوعون في رأس بعلبك والجمعيات الأهلية والكشفية في المنطقة حيث أنشئ «مطبخ عسكري». وكان المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار تفقّد مراكز الدفاع المدني في البقاع الشمالي، للتأكد من أنها على «جاهزية كاملة لتقديم كل ما يطلب منها في المعركة». وكانت المحطة الأولى في مركز بعلبك حيث التقى رئيس مركز بعلبك الاقليمي بلال رعد وعناصر الدفاع المدني، ثم انتقل إلى مركز رأس بعلبك، للاطلاع ميدانياً على الإجراءات. وطلب محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان في بيان، من البلديات في نطاق محافظة البقاع البقاء على «جاهزية كاملة»، داعياً إياها إلى أن «تكون مستعدة لتقديم أي مساعدة في حال حصول أي طارئ ينتج من هذه العمليات أو أي أمر يستدعي تدخل البلديات لوجستياً وعملانياً، وإعلام وحدات الجيش المنتشرة بأي مظهر أمني يستجد جراء هذه العملية». موكب للأمن العام إلى عرسال يُلهب مشاعر أهالي المخطوفين واكب أهالي العسكريين اللبنانيين الذين خطفهم تنظيم «داعش» قبل 3 سنوات العملية العسكرية التي بدأها الجيش ضد التنظيم الإرهابي بمشاعر متأرجحة بين التأييد والخوف على مصير أبنائهم التسعة. وما زاد قلق الأهالي نبأ انتقال «موكب للأمن العام اللبناني إلى عرسال بمواكبة الصليب الأحمر والجيش في مهمة لم يعلن عنها». وترددت معلومات إعلامية عن احتمال كون الأمر يتعلق بالمخطوفين، ما دفع بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى التوضيح أن «الأمن العام والجيش يقومان بمهمة لها طابع القدسية الوطنية، ونرجو من وسائل الإعلام عدم الخوض في التحليلات حفاظاً على نجاح المهمة، ومنعاً للتلاعب بعواطف اللبنانيين. وسنعلن نتائج المهمة فور إنجازها». وتمنى نظام مغيط شقيق العسكري المخطوف إبراهيم مغيط على وسائل الإعلام «عدم نشر أي أخبار غير معلنة رسمياً من قبل الأمن العام لأن أمهات عدد من العسكريين بدأ يغمى عليهن بعد إطلاق إشاعات بأن الأخبار عن مصير العسكريين غير جيدة». وقال حسين يوسف والد العسكري المخطوف محمد يوسف ل «الحياة»: «نتوقّع كل شيء، كل الاحتمالات مفتوحة. لا يمكننا أن ننفي أو نؤكد أي خبر يصدر عن وسائل الإعلام، لكننا ننتظر ما سيقوله اللواء إبراهيم، وربما ليس لانتقال موكب الأمن العام إلى عرسال علاقة بملفنا». وأضاف: «لم يبلغنا أحد بأي أمر عن مصير العسكريين أو عن نية الأمن العام الانتقال إلى عرسال». دعم لبناني واسع للجيش حظيت عملية الجيش اللبناني ضد إرهابيي «داعش» في الجرود بمواقف داعمة من القادة اللبنانيين السياسيين والروحيين. وقال رئيس الحكومة سعد الحريري في تغريدة عبر «تويتر»: «نواكب بكل أشكال الدعم والتأييد عملية فجر الجرود لطرد فلول الإرهاب من الأراضي اللبنانية». وحيا «قيادة الجيش والضباط والجنود البواسل الذين يخوضون معركة الدفاع عن سلامة لبنان وأبنائه». واعتبر الرئيس السابق ميشال سليمان أن «المعركة فجر السيادة لأن الجيش يستعيد دوره، إذ كان يفترض أن يخوض معركة جرود عرسال التي خاضها حزب الله». ورأى أن «توقيت المعركة توقيت مناسب بعد تقهقر «داعش» في مختلف البلدان». ووصف الرئيس أمين الجميل ما يحصل ب«قمة الوطنية ومحطة تاريخية». ودعا «الشعب إلى الوقوف بجانب الجيش من دون أي تحفظ». وأعرب رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة «عن التأييد الكامل والقوي للعملية الحربية». وأكد أن «كل الشعب يقف صفاً واحداً خلف جيشه الشرعي». وأبدى ثقته ب «قدرة جيشنا وقوته وصلابته». وقال: «واثقون من النصر على الإرهابيين مهما كانت التضحيات»، لافتاً الى ان «الجيش قدم الدليل الثابت في مواجهته للإرهابيين في نهر البارد». وقال الرئيس نجيب ميقاتي عبر «تويتر»: «قلوبنا مع الجيش في المواجهة الباسلة وبإذن الله سيتحقق النصر ليشرق فجر حرية جديد على لبنان». وتمنى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط عبر «تويتر» «للجيش كل النجاح في عملية تحرير الجرود من الإرهابيين لسلامة لبنان ونظامه الديموقراطي وهو الأساس». وحيا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر «تويتر» «قائد الجيش والجيش ضباطاً وأفراداً. مع انطلاق المعركة اليوم بدأ التحرير الفعلي. كلنا خلف الجيش. معادلتنا الذهبية شعب دولة جيش». وأكد رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل أن «ثقتنا بالجيش يجب أن تكون مطلقة ولسنا في حاجة لأحد للدفاع عنا إلا للجيش». وشدد على أن «الجيش يؤكد للمشككين أنه قادر على حسم معارك أكبر من تلك التي تحصل في الجرود اليوم، ومن المعركة التي حصلت قبلها في عرسال». وقال: «لا وجود لمعارضة أو موالاة عندما يكون الجيش موجوداً». وأكد «تيار المستقبل» أن «ما تضمنه إعلان قائد الجيش عن بدء المعركة باسم لبنان والعسكريين المخطوفين ودماء الشهداء، يختصر بمعناه العميق ما يحظى به جيشنا من إجماع وطني حول دوره الحصري والشرعي في الدفاع عن أمن لبنان وسيادته». وجدد تأكيد «مطلق دعمه للمؤسسة العسكرية». ووصف المعركة بأنها «وطنية تحتّم على البعض أن ينخرط في الأجندة الوطنية الشرعية لمحاربة الإرهاب، بعيداً من الأجندات الإقليمية التي تورط لبنان في أخطار جمة». وأعلن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن «المعركة هي انتصار للحكومة والجيش القادر على حماية حدود لبنان». ونوه ب «البطولات والتضحيات التي يقدمها الجيش وقائده وأفراده لإنهاء ظاهرة الإرهاب»، مؤكداً دعمه له في معركته «لبسط سيادة الدولة ومؤسساتها على الأراضي اللبنانية». ودعا البطريرك الماروني بشارة الراعي «اللبنانيين إلى مرافقة الجيش بصلواتهم وأدعيتهم مع بداية العملية العسكرية». وقال: «من غير الجائز أن يبقى العالم تحت رحمة الإرهاب، وأن يبقى الاعتداء على الحياة البشرية مباحاً بهذا الشكل، حتى بتنا نرى أشكالاً منه في مجتمعنا أيضاً وكأن الضمير مات لدى الإنسان».