جذبت مجموعة من كتب الأطفال باللغة العربية من مصر والإمارات وسورية وسلطنة عمان، أنظار شركات النشر الصينية والمشاركين في الدورة ال24 من معرض بكين الدولي للكتاب الذي يستمر خمسة أيام من 23 إلى 27 آب (أغسطس) الجاري، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) اليوم (الجمعة). وشاركت الهيئة المصرية العامة للكتاب في المعرض بجناح خاص للمرة الأولى، وعرض فيه أكثر من 100 كتاب باللغتين العربية والصينية، منها أعمال كاريكاتورية للرسام صلاح جاهين، وكتاب رسوم الأطفال «حيرة فرح» تأليف منى لملوم، وكتاب شعر الأطفال «100 لون» لمحمد الفقي، إضافة إلى كتب للأطفال مترجمة من لغات أخرى. وكذلك تعرض هيئة الشارقة للكتاب من الإمارات في جناحها بالمعرض، تسع كتب للأطفال باللغة العربية، منها قصص محلية إماراتية مثل قصة «بائع الأحلام» لمهند العاقوص التي تعد من كتب الأطفال الأكثر مبيعاً في الشرق الأوسط، و «العمة عوشة» و «حين يشتهي الجمل اللقيمات»، وأيضاً كتاب «أحمد الحلو»، وهو أغان من الموروث الشعبي الإماراتي في صورة قصة، إضافة إلى كتب مترجمة من لغات أخرى. وقالت مديرة قسم كتب الأطفال في دار النشر التابعة لجامعة تشنغتشو شيوى أنها بحثت مع ممثل الهيئة المصرية العامة للكتاب محمد سيد ريان، سبل التعاون في ترجمة بعض كتب الأطفال المصرية، مشيرة إلى أنها ترغب في اختيار ثلاثة كتب منها لتترجمها إلى اللغة الصينية وهي «أصدقاء الحديقة» تأليف العربي بنجلون، و «الصبية والعجوز في مملكة الكنوز» وهي مسرحية شعرية للطلائع تأليف جهان سلام، و «أبناء ليموكون» وهي حكاية شعبية من الفيليبين ترجمة سماح جعفر. وأوضحت شيوى أن كتب الأطفال المترجمة من الإنكليزية والفرنسية والكورية واليابانية هي الأكثر مبيعاً في الصين، لكن دار النشر التابعة لجامعة تشنغتشو تسعى في شكل حثيث إلى إيجاد أسواق أخرى من خلال تصدير الكتب التي تحكي أساطير قديمة وقصصاً محلية من دول ذات تاريخ عريق مثل مصر وتشيخيا وروسيا، قائلة أن «هذه الكتب تساعد الأطفال الصينيين على اكتساب الحكمة من ثقافات متنوعة». من جهة أخرى، قال ريان أنه يركز في الدورة الحالية من معرض بكين الدولي للكتاب على عرض كتب عن التعاون بين الصين ومصر، والروايات المترجمة من العربية إلى الصينية لعميد الأدب العربي نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل في الأدب، والروايات المترجمة من الصينية إلى العربية للأديب الصيني الكبير مو يان الحائز أيضاً جائزة نوبل للآداب. وأضاف: في ضوء ما تزخر به مصر من قصص وروايات وكتب رسوم عدة للأطفال، فإننا بصدد دراسة تصدير كتب الأطفال المصرية المترجمة إلى الصينية إلى الأصدقاء الصينيين. يذكر أن سوق كتب الأطفال في الصين شهد نمواً منذ عام 2011. وأشار تقرير صناعة النشر الصينية للعام 2016، إلى أن 540 دار نشر من بين 581 داراً في الصين، خصصت قسماً خاصاً لكتب الأطفال. وفي 2016، نشرت الصين 780 مليون نسخة من كتب الأطفال، بزيادة نسبتها 28.84 في المئة مقارنة بالعام السابق. ويحتل حجم مبيعات كتب الأطفال 23.1 في المئة من الحجم الكلي لسوق بيع الكتب بالتجزئة في الصين بفضل العدد الضخم للأطفال الصينيين البالغ 367 مليون طفل، وهي أكبر سوق لكتب الأطفال في العالم أجمع وسيواصل اتساعه في الأعوام العشرة التالية بواقع أكثر من 10 في المئة سنوياً.