يهتم القارىء الصيني كثيراً بالأدب العربي باعتباره جزءاً هاما من الآداب العالمية، يحبه القراء الصينيون كثيراً، ويوجد في الصين عدد من العلماء المتخصصين في دراسته والتعريف به . ومن بين هؤلاء العلماء صاعد تشونغ جي كونغ في قسم اللغة العربية والأدب العربي بكلية الألسن الشرقية بجامعة بكين ورئيس الجمعية الصينية لدراسة الأدب العربي . الكاتب والمترجم الصيني صاعد كون في الرابعة والستين من عمره وهو من مواليد مدينة داليان الساحلية بشمال شرقي الصين شغف بالرواية والشعر والمسرحية والرسم منذ نعومة أظفاره خلال تعلمه اللغة العربية في جامعة بكين، لم يتوقف شغفه بالأدب والفن. فألف وأخرج بنفسه مسرحية ساخرة بعنوان (فضائح البيت الأبيض) أحدثت هزة كبيرة في تلك الجامعة الصينية المشهورة، الأمر الذي أظهر مواهبه الفنية مرة أخرى. وأخذ يعمل مدرسا للغة العربية في الجامعة بعد تخرجه عام 1961 ليدرس اللغة العربية، وبدأ يستغل معظم أوقات فراغه في ترجمة الأعمال الأدبية العربية وبحث الأدب العربي، فترجم في العام نفسه قصة للكاتبة السورية ألفت إدلبي بعنوان (ماتت قريرة العين) ونشرتها مجلة الآداب العالمية، ثم ترجم عدداً من أعمال الأديبين اللبنانيين ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران منها (دموع وابتسامة) وبدأ بذلك يجذب أنظار المهتمين في الأوساط الأدبية الصينية . وفي عام 1978 سافر إلى مصر ليستكمل دراسته في جامعة القاهرة على الضفة الغربية لنهر النيل، حيث تعرف إلى كثير من الأدباء ونقاد الأدب المصريين منهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس وعبد الرحمن الشرقاوي ويوسف الشاروني وفاروق شوشة وثروت أباظة . وزادت تجربته في مصر لسنتين من شغفه بالأدب العربي. وفي السنوات القليلة بعد عودته من القاهرة، ترجم على التوالي رواية (في بيتنا رجل) ومجموعة قصص لإحسان عبد القدوس وديوان (في البدء كانت الأنثى) للشاعرة سعاد الصباح ورواية (الصحراء جنتي) لكاتب سعودي وغيرها من الأعمال الأدبية العربية. وإضافة إلى ذلك، عمل الأستاذ صاعد على دراسة الأدب العربي وشارك في تأليف كتاب (تاريخ الآداب الشرقية) حيث عرف القراء الصينيين بتاريخ الأدب بصورة شاملة لأول مرة . وفي السنوات الأخيرة، ركز جهوده على بحث الشعر العربي القديم، وترجم ستمائة قصيدة لمائة شاعر عربي قديم وألف كتابا بعنوان (مختارات القصائد العربية القديمة) وفي عام 2001 نشرت دار الشعب للنشر الأدبي المشهورة في الصين هذا الكتاب الذي يعتبره صاعد أنجح أعماله. ويعتقد المترجم أن القصائد العربية القديمة لا تقل جمالا عن القصائد الصينية القديمة، ولهما نقاط مشتركة عديدة أيضا، فكلاهما على سبيل المثال من الشعر العاطفي وليس الشعر الروائي، ويلتزم بقواعد النظم بصورة صارمة ودقيقة. وفي السنوات الثماني الماضية ترأس جمعية دراسة الأدب العربي. وأشرف على دراسة الدكتوراة في الأدب العربي بالصين وقد تخرج على يده عدة طلاب حصلوا على درجة الماجستير والدكتوراه. وبصفته رائداً في دراسة الأدب العربي، دعي للمشاركة في مهرجان الجنادرية في السعودية ومهرجان المربد في العراق وغيرهما من النشاطات الثقافية العربية.