واصلت وحدات الجيش اللبناني استعداداتها القتالية واللوجستية في جرود رأس بعلبك والقاع أمس، تمهيداً لتنفيذ المرحلة الرابعة من عملية «فجر الجرود»، فيما تقصف مدفعية الجيش وطائراته ما تبقى من مراكز الارهابيين وتجمعاتهم وتحركاتهم في وادي مرطبيا ومحيطه، وفق بيان أصدرته مديرية التوجيه في الجيش. وتتابع الفرق المختصة في فوج الهندسة شق طرق جديدة وتنظيف المناطق المحرّرة، وتفجير العبوات والأفخاخ والألغام والأجسام المشبوهة التي خلفها الإرهابيون وراءهم. ولاحقاً اعلنت قيادة الجيش أن «استهداف ما تبقى من مراكز «داعش» في منطقة وادي مرطبيا ومحيطها بالمدفعية الثقيلة والطائرات حقق إصابات مباشرة في مراكز الإرهابيين وآلياتهم وتجمعاتهم ما أسفر عن تدمير الأماكن المستهدفة وسقوط قتلى وجرحى في صفوفهم». وفيما شهدت جبهة القتال بين الجيش ومسلحي «داعش» في الجرود هدوءاً نسبياً لليوم الثاني على التوالي، قال مصدر عسكري ل «الحياة» إن «خصوصية الأرض الجغرافية الصعبة وتضاريسها في ما تبقى من الجرود في وادي مرطبيا، اضطرت وحدات الجيش المهاجمة في الجرود إلى اعتماد تكتيك خاص وإزالة النسفيات المزروعة في الوادي حتى الوصول إلى مرتفع مرطبيا حيث يتجمع الإرهابيون». وقدّر المصدر عدد المسلحين بمئتين، مشيراً إلى أنه «يصعب في الوقت ذاته تأكيد هذا العدد نتيجة فرار بعضهم ومقتل بعضهم الآخر». وإذ رفض تحديد موعد انطلاق المرحلة الأخيرة من العملية لأنه محصور بقيادة الجيش، جدد التأكيد أن «لا مفاوضات مع المسلحين وأن الجيش يتابع عملياته حتى الحدود». ولفت إلى أن «الجيش بات يشرف نارياً على المنطقة المتبقية (20 كلم2) ويستهدف تحركات المسلحين فيها بشكل متواصل». وعن الأراضي المتنازع عليها مع سورية، أكد أن «مرطبيا هي أرض لبنانية سيحررها الجيش اللبناني». وقال: «نعمل وفق خريطة موجودة لدينا تحدّد الأراضي اللبنانية، وإذا كان من نقاط متنازع عليها فهي متروكة للمستقبل». وكانت وحدات من الجيش وفي اطار التعاون العسكري - المدني وبتمويل من جمعية «سبيريت أوف اميركا» وزعت نحو 750 حصة غذائية على عائلات في بلدات عرسال والقاع واللبوة. الجانب السوري وفي الجانب السوري للجرود، أفادت وكالة «رويترز» بأن «داعش طلب التفاوض مع حزب الله والجيش السوري من أجل الانسحاب من الحدود السورية- اللبنانية». وأفاد «الإعلام الحربي المركزي» التابع ل «حزب الله» بأن الجيش السوري و «حزب الله» «استهدفا بالقصف المدفعي والصاروخي نقاط انتشار مسلحي داعش في مرتفع حليمة قارة في جرود القلمون الغربي وواصلا التقدم داخل معبر ميرا في جرود القلمون». وذكر أنهما «سيطرا على مرتفعات وادي المغارة الكبيرة والصغيرة ومعبر رأس الشاحوط غير الشرعي في المحور الجنوبي في جرود القلمون ودخلاه إثر المواجهات الدائرة ضد إرهابيي داعش». وذكرت قناة «الميادين» التلفزيونية أن «الجيش السوري وحزب الله تقدما باتجاه حليمة قارة ويضيّقان الخناق على المسلحين». ماكرون لجنبلاط: للتمسك بالتعددية والتنوّع - شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أنه في «ظل الأزمات الإقليمية، ستواصل فرنسا الوقوف بجانب لبنان دعماً لسيادته ووحدته واستقراره، والقيام بكل الجهد الضروري لدعم القوات المسلحة اللبنانية في معركتها ضد الإرهاب». واكد ماكرون في رسالة الى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط شكره فيها على تهنئته بانتخابه رئيساً للجمهورية، «الصداقة بين فرنساولبنان التي تعكس التمسك المشترك بقيم التعايش والتعددية والتنوع، وهي تشكل هوية الشعبين اللبناني والفرنسي». كما أكد ماكرون في رسالته لجنبلاط، وفق بيان مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي «سعيه لتحريك المجتمع الدولي لتنمية لبنان وازدهاره، فيما يقدم اللبنانيون الدليل على تضامنهم المثالي في قضية النازحين السوريين وهم يستحقون الدعم اللازم لذلك». وشدد على أن «فرنسا ستواصل السعي بحزم مستمر لإيجاد حل سياسي ذي مصداقية للنزاع السوري لمعالجة جذور مشكلة الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى المنطقة»، مشيراً إلى أنه «بعد أربعين عاماً على اغتيال والدكم، المرحوم كمال جنبلاط، سنواصل معركتنا للعدالة والكرامة». بوغدانوف: ندعم لبنان حكومة وشعباً وجيشاً - اجتمع أمس، وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف خلال زيارته موسكو مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. وناقشا لأكثر من ساعة «تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، والمسار السياسي الذي يتم العمل على أساسه»، وفق المكتب الإعلامي للصراف. وأكد بوغدانوف «السعي إلى إيجاد حلول سلمية لأزمات المنطقة»، مشيراً إلى «أهمية الدور الذي يمكن أن يؤديه لبنان في هذا الإطار». وتطرق اللقاء إلى «المعركة التي يخوضها الجيش اللبناني ضد الإرهاب»، فنوه بوغدانوف ب «الإنجاز الأمني الذي يحققه الجيش في مواجهة المجموعات الإرهابية»، مشيراً إلى أن «انعكاس هذا الانتصار لن يقتصر على لبنان، بل سيشمل المنطقة ككل». وأفاد مكتب الصراف بأن الجانبين «استعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين، وشدد المسؤول الروسي على دعم لبنان حكومة وشعباً وجيشاً»، مركزاً على «أهمية الروابط التي تجمع بين لبنان وروسيا الاتحادية ووجوب العمل على تقويتها».