واصلت وحدات الجيش اللبناني استهداف مراكز تنظيم «داعش» الإرهابي بالمدافع الثقيلة والقصف المدفعي في اليوم الثالث من عملية «فجر الجرود» في جرود رأس بعلبك والقاع. وعملت وحدات الهندسة في الجيش على تنظيف التلال المحرّرة من الألغام والعبوات والأجسام المشبوهة، استعداداً لتنفيذ المرحلة الأخيرة من العملية. ورفع الفوج المجوقل صور شهداء الجيش الثلاثة الذين استشهدوا في انفجار لغم أرضي أول من أمس، على التلال التي تم استرجاعها. وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً أعلنت فيه أنه «نتيجة عمليات البحث والتفتيش في المناطق التي استعادها الجيش من تنظيم داعش الإرهابي، خصوصاً داخل المراكز والمغاور والخنادق، ضبطت وحدات الجيش كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات والأعتدة العسكرية تشمل مدافع هاون ورشاشات متوسطة وثقيلة وبنادق حربية وقنابل يدوية وقاذفات مضادة للدروع وصواريخ مضادة للطائرات وعبوات ناسفة وألغاماً مضادة للأشخاص والآليات وقذائف وذخائر من عيارات مختلفة، إضافة إلى كميات من أجهزة الاتصال والتصوير ومعدات عسكرية متنوعة، وأدوية ومنشطات». وتفقد قائد الجيش العماد جوزيف عون في مستشفيي الروم والجعيتاوي العسكريين الجرحى الذين أصيبوا خلال العمليات العسكرية التي نفذتها وحدات الجيش خلال اليومين الماضيين. واطلع على أوضاعهم الصحية والمعالجات الطبية الجارية لهم، منوّهاً ب «تضحياتهم وشجاعتهم في الميدان». تشييع شهداء الجيش وشيّعت بلدة الكويخات العكارية أمس، الجندي الشهيد عثمان شديد الذي استشهد مع اثنين من رفاقه العسكريين في اللواء السادس في المعركة، في مأتم مهيب رفع خلاله الأعلام اللبنانية ورايات الجيش. وحمل النعش على الأكف في ساحة البلدة وسط نثر الرز وإطلاق النار. واستقبلت برقايل العكارية، موكب الرقيب أول الشهيد باسم موسى بنثر الرز. وسار حشد من الأهالي خلف نعشه الذي لفّ بالعلم اللبناني وتقدّمه حملة الأكاليل ورفاق السلاح الذين أدوا له التحية العسكرية وصولاً إلى دارته، حيث كان اللقاء مؤثراً. وأمَّ المصلين عن روحه رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة ممثلاً مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، مؤكداً «الوقوف بثبات إلى جانب المؤسسة العسكرية». وشيّعت رعيت البقاعية، الجندي إيلي فريجة بعد مراسم تكريم أعدها الجيش. وحمل النعش على أكف رفاقه قبل مراسم الجنازة. وكان وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني عاد العسكريين الجرحى. وأكد أهمية «الالتفاف حول الجيش في المعركة المصيرية». وتوجه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في تغريدة عبر «تويتر»، إلى «بعض الأقلام والأفواه» قائلاً: «فكوا عن ظهر الجيش. ولا تستمروا في العمل لإظهاره كأنه أحد الفصائل المقاتلة لمصلحة نظام بشار الأسد». وأكد رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل أن «الجيش درع الدفاع عن السيادة والاستقلال ولا نريد سوى بندقيته ليدافع عنا». وكان متطوعو الدفاع المدني علّقوا اعتصامهم للمطالبة ب «إقرار مرسوم تثبيتهم». وأكدوا «الالتحاق بمراكزهم ومساندة الجيش». وينظم المتطوعون حملات تبرع بالدم لجرحى الجيش. الجانب السوري وتشييع ل «حزب الله» ومن الجانب السوري، أفاد «الإعلام الحربي» ل «حزب الله» بأن الجيش السوري و «حزب الله» «سيطرا على مرتفعي شعبة الدواب وشعبة بيت شكر في المحور الشمالي لجرود القلمون الغربي وعلى قرنة شعبة عكو الاستراتيجية على ارتفاع 2364م في جرد الجراجير إضافة إلى سيطرتهم على مداخل معبري شميس تم المال والقصيرة ووادي الشاحوط غرباً». كما «سيطرا على مرتفع قرنة عجلون في المحور الشمالي وبأن طائرات «حزب الله» المسيرة استهدفت نقاطاً ودشماً وتحصينات ل «داعش» في جرود القلمون الغربي، وحققت إصابات مباشرة». ونقلت «رويترز» عن مسؤول في التحالف العسكري الداعم للرئيس السوري، أنها المرة الأولى يعلن «حزب الله» عن استخدامه طائرات من دون طيار في المعارك، ولفت الاعلام الحربي إلى تنفيذ «غارات سورية مركزة على مواقع داعش في مرتفعات القريص ومرتفعات حليمة قارة والتي تعد أهم معاقل داعش في جرود القلمون الغربي إضافة إلى استهداف معبري مرطبية والروميات حيث تقدمت قوات الجيش السوري وحزب الله». وعرض خريطة تظهر «سيطرة الجيش السوري وحزب الله على قرنة شعبة عكو الاستراتيجية في جرود الجراجير». وشيّع «حزب الله» أمس، ثلاثة من مقاتليه سقطوا في المعارك الدائرة على الأراضي السورية. واكتفى موقع «العهد» الإخباري التابع للحزب بالقول إنهم «استشهدوا أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي». وشيّع أهالي بلدة حاروف الجنوبية حسن جرادي «فلاح». وحضر التشييع رئيس «كتلة الوفاء» للمقاومة النيابية محمد رعد. كما شيع الحزب في بلدة مطربا الحدودية عبد الوهاب محمد شعيب «أبو حسن». ونعاه موقع «عربي برس» وقال إنه «قيادي في الحزب وقُتل في معارك القلمون». ونعى الموقع الأخير علي موسى خنافر من بلدة عيناثا الجنوبية الذي قتل أيضاً في معارك القلمون. رئيس الجمهورية لوفد من عرسال: لا تهجروا أرضكم أكد الرئيس اللبناني ميشال عون لوفد من بلدية عرسال «أننا نصلح ما خربه الإرهاب فلا تهجروا أرضكم بل استثمروها»، معتبراً أن «الأوضاع عادت الآن إلى طبيعتها، وستكون الدولة إلى جانبكم وتحقق مطالبكم، على أمل أن تعيشوا في سلام وأمان وتعودوا إلى أرضكم لاستثمارها بشكل هادئ، فتستعيدوا مصالحكم، لأنكم من الراسخين فيها». وقال عون أمام الوفد الذي زاره أمس: «اعتبروا أنكم في قائمة اهتمامنا الدائم، وأكدت ذلك في خطاب القسم عندما شددت على عزمنا الاهتمام بأوضاع البلدات الحدودية بشكل خاص وتقديم كل المساعدة والرعاية لها». وناشد رئيس البلدية باسل الحجيري، عون «تأمين القرار والغطاء اللازمين للجيش ليتقدم ويتسلم مكان حزب الله في جرود عرسال»، وأبدى الأخير استعداده لتسليم الجيش وتسهيل وصول الأهالي إلى أراضيهم، وأمل الحجيري من عون «إصدار قانون العفو عن المطلوبين والموقوفين الذين لم يشاركوا في محاربة الجيش». السفارتان الأميركية والفرنسية تدعمان الجيش اعربت السفارة الاميركية لدى لبنان عن «فخر الولاياتالمتحدة بدعم الجيش اللبناني باعتباره المدافع الوحيد عن لبنان وشريكاً في معركتها المشتركة ضد داعش». وتمنت الشفاء العاجل والكامل لجرحى معركة «فجر الجرود»، معزية عائلات الشهداء. وقالت السفارة الفرنسية إن «لبنان وفرنسا يواجهان اليوم عدواً مشتركاً»، وأوردت على حسابها على «تويتر» تغريدة فيها: «كل الإعجاب والدعم للجيش اللبناني في معركته ضد «داعش». لبنان وفرنسا يواجهان اليوم عدواً مشتركاً. نقدم تعازينا الى أسر العسكريين الذين سقطوا أثناء محاربتهم الإرهاب».