أنجز الجيش اللبناني جزءاً كبيراً من المرحلة الأخيرة الصعبة من معركته لطرد مسلحي «داعش» من الجرود اللبنانية في البقاع الشرقي أمس، في اليوم الرابع من عملية «فجر الجرود»، واستولى على أحد المرتفعات الحاكمة (رأس الكف) في حربه ضد المجموعات الإرهابية، التي هرب عدد من عناصرها نحو ما تبقى من تلال ضمن الأراضي اللبنانية وبعض المناطق السورية، واستشهد له رتيب وجرح 4 من رفاقه بانفجار لغم كانوا يحاولون تفكيكه في جرود بلدة عرسال، وهو من مخلفات ما تركه مسلحو «جبهة النصرة» الذين انسحبوا منها قبل أسبوعين. وبلغت مساحة المنطقة التي استرجعها الجيش نحو 100 كيلومتر مربع منذ بدء هجومه السبت الماضي، وفق ما أعلن مدير التوجيه في الجيش العميد علي قانصو، الذي قال إن وحداته سيطرت أمس على 20 كيلومتراً مربعاً ويبقى عليها أن تسيطر على 20 كيلومتراً مربعاً حوصر فيها إرهابيو «داعش» لإنجاز مهمته بالوصول إلى الحدود اللبنانية - السورية، «وسنتوقف هناك». وسادت توقعات بإمكان إنهاء العملية العسكرية في الساعات المقبلة، نظراً إلى التقدم السريع الذي نفذه الجيش من الجهة اللبنانية، وإلى الإطباق على مسلحي «داعش» من الجهة السورية المقابلة، حيث تقدم عناصر «حزب الله» والجيش السوري في القلمون الغربي، وسيطروا على وادي حورتا ومواقع عدة أخرى، وفق إعلام الحزب، الذي أشار إلى أن الإرهابيين انحصروا من الجهة السورية في تلال حليمة قارة في الأراضي السورية، مقابل حصرهم في منطقة وادي مرطبيا من الجهة اللبنانية. وهذا ما قلص القدرة على المناورة لدى «داعش». ومساءً، أعلن «الإعلام الحربي» عن سيطرة الجيش السوري و «حزب الله» على معبر سن فيخا في القلمون، حيث فككت وحدات الهندسة العبوات الناسفة وباتت الحدود اللبنانية على مرأى من عناصر الحزب. كما أعلن الإعلام الحربي عن شن الطيران السوري غارات على المواقع التي لجأ إليها مسلحو «داعش» في تلال قارة. إلا أن العميد قانصو رد توقيت إنهاء المعركة واسترجاع ما تبقى من جرود رأس بعلبك والقاع، في منطقة وادي مرطبيا التي تشمل كهفاً كبيراً يضم غرفة عمليات رئيسية ومخازن أسلحة وتحصينات، إلى مسار المعركة. وأوضح أن يوم أمس «الطويل والصعب أدى إلى السيطرة على كامل البقعة الشمالية لجبهة القتال المليئة بالمرتفعات والمنخفضات والوديان، وعن تدمير 9 مراكز لإرهابيي «داعش» فيها، تحتوي على مغاور وأنفاق وخنادق اتصال وتحصينات وأسلحة مختلفة وتم ضبط كميات من الأسلحة والذخائر والمتفحرات». وكان الجيش تقدم بعد قصف كثيف لمواقع «داعش» منذ ساعات الفجر الأولى وخلال الليل، وأشار إلى أن عمل فوج الهندسة في الجيش أخذ وقتاً لإزالة ألغام وفتح ثغرات وتفتيش البقع المحررة وتنظيفها من الألغام والذخائر والأجسام المشبوهة وشق طرق جديدة لتسهيل التقدم. وعرض العميد قانصو خريطة للمنطقة التي استعادها الجيش ومشاهد فيديو للمعارك والمواجهات، وتقدم آليات الجيش ومدرعاته في الجرود الوعرة، إضافة إلى الضربات الجوية التي نفذها على مواقع «داعش». وأضاف: «اليوم كان هناك قتال عنيف بيننا وبين المسلحين ورمايات أرضية... في رأس الكف انسحب بعضهم وقتل بعضهم الآخر، لكن الجثث التي نحصل عليها لن نعرضها». وأعلنت مديرية التوجيه السيطرة على 11 نقطة نتيجة قتال أمس. وعن مصير العسكريين المخطوفين أجاب: «ليست لدينا حتى الآن أي معلومة عنهم»، مؤكداً أن الجيش لم ينس هؤلاء «ولا لحظة». وكان المجلس النيابي اللبناني شهد أمس، مناقشة عامة لسياسة الحكومة تميزت بإجماع المداخلات على مساندة الجيش اللبناني في معركته لاسترجاع الجرود من «داعش».