واصلت القوات العراقية تقدمها في ضواحي تلعفر، وبدأت التحضير لاقتحام وسط المدينة، فيما أعلن مسؤول كردي اعتقال عناصر من التنظيم كانوا حاولوا التسلل بين النازحين. وكانت قيادة العمليات أكدت استعادة 12 قرية و4 تلال «استراتيجية» في المحورين الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي، وقتل أكثر من ثلاثين عنصراً، بينهم انتحاريون، وتدمير تسع عربات مفخخة. وقال قائد الحملة الفريق الركن عبد الأمير يارالله في بيان أمس إن «فرقة المشاة تمكنت من تحرير قريتي تومي ومجارين، وقطعت طريق الكسك باتجاه المحلبية». وأفاد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت بأن قواته و «الحشد الشعبي» حررت قريتي ملا جاسم وعبرة عزيز، وقتلت 20 داعشياً بعد تدميرها عربتين مفخختين و3 دراجات نارية، مؤكداً «ضبط شبكة أنفاق للعدو بطول 250 متراً غرب تلعفر، كانت مركزاً للسيطرة والتدريب في المنطقة»، وأضاف أن «قطعاتنا مع الحشد توغلت صوب مناطق الكفاح والودة والسعد، وتمركزت في قرية تل الحصان لتقترب من دفاعات الدواعش في المناطق السكنية»، وزاد أن «مدفعية الميدان دمرت مستودعاً لتخزين الأسلحة والذخيرة في حي الكفاح». إلى ذلك، أعلن إعلام «الحشد الشعبي» في بيان أمس أن «اللواء الثالث، بدعم من الشرطة الاتحادية حرر قرية محسن العبادي، وتقدم في المحور الغربي باتجاه قريتي ترمي والعياض، وفجر آلية مفخخة وقتل عناصرها». وأضاف أن «قواتنا مع الفرقة 16 حررت مفرق الكسك قرب قرية العاشق، على بعد 15 كلم شرق تلعفر، كما حررت، مع الفرقة المدرعة التاسعة، قرية بخور في المحور الشمالي الشرقي، بعد أن نجحت في عزل ناحية المحلبية جنوباً، وسيطرت على الطريق الذي يربط المدينة القديمة بالموصل، في حين تقدم اللواء 11 مع الفرقة التاسعة صوب وسط المدينة». وأوضحت خلية «الإعلام الحربي» أن «16 إرهابياً قتلوا وتم تدمير دراجتين ناريتين وكدس للعتاد بقصف جوي طاول أهدافاً للعدو على أطراف تلعفر». وقال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي ل «الحياة» إن «خطوط دفاع داعش في ناحيتي العياضية والمحلبية تعاني الضعف، والقوات العراقية تحرز تقدماً من الجهة الغربية لقطع المسافة القليلة المتبقية قبل الوصول إلى وسط المدينة»، وأضاف أن «قوات البيشمركة اعتقلت عدداً من عناصر داعش الفارين، بينهم أجنبيان، كانوا يحاولون التسلل مع النازحين، فضلاً عن اعتقال آخرين في منطقة الكسك». ولفت إلى أن «القوات العراقية بدأت استقبال مئات المدنيين الفارين من المعارك بعد نجاحها في فتح ممرات آمنة، وتمكنت من اعتقال من يشتبه بانتمائهم إلى التنظيم». ودعا «المرصد العراقي لحقوق الإنسان» في بيان أمس القوات إلى «المحافظة على سلامة المدنيين وعدم تكرار أخطاء وانتهاكات وخسائر معركة الموصل، فسقوط المدنيين مقابل التحرير لا يُبرر الأخطاء العسكرية، إذ إن 12 ألف مدني هم محاصرون يمنع داعش عنهم الغذاء»، متوقعاً «نزوح حوالى 10 آلاف». من جهة أخرى، دعا عدد من النواب التركمان خلال مؤتمر صحافي أمس إلى «الإسراع في تحرير تلعفر وفتح ممرات آمنة للمدنيين، كما نأمل بتحويل القضاء الى محافظة باعتباره أكبر أقضية البلاد». كلما تقهقر «داعش» وخسر مسلحين ازداد دموية واشنطن - رويترز - أفادت دراسة أعدتها جامعة ماريلاند الأميركية أن «داعش» الذي يخسر مسلحيه وأراضي في العراق وسورية، ظل أكثر التنظيمات المتشددة دموية على مستوى العالم العام الماضي. وأوضحت قاعدة بيانات الإرهاب في الجامعة أن التنظيم نفذ أكثر من 1400 هجوم وقتل أكثر من سبعة آلاف شخص، بزيادة 20 في المئة عن عام 2015. على رغم تراجع عدد هجمات الإرهابيين على مستوى العالم. وأعلن «داعش» مسؤوليته عن هجوم بسيارة فان في برشلونة الخميس الماضي قتل فيه 13 شخصاً وهجوم بسكين في روسيا السبت أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص. ولم يتضح ما إذا كان إعلان المسؤولية صحيحاً. لكن مسؤولين بارزين عن مكافحة الإرهاب في الولاياتالمتحدة قالوا إن الهجمات الأخيرة تتوافق مع نمط تبناه التنظيم وتعكس خسائره في سورية والعراق، حيث بلغ ذروة سيطرته على الأراضي في آب عام 2014 بتكثيف دعوات لشن هجمات ينفذها أفراد أو مجموعات صغيرة باستخدام أي شيء متاح. وجاء في تقرير الجامعة الصادر الأسبوع الماضي، أنه بالإضافة إلى العنف المرتبط بالنواة الأساسية للتنظيم في العراق وسورية نفذت مجموعات أخرى على صلة به أكثر من 950 هجوماً العام الماضي أسفرت عن قتل نحو ثلاثة آلاف شخص. وفي عام 2016 بايعت أربع جماعات التنظيم، وأفاد التقرير بأن الجماعات التابعة له في بنغلادش واليمن وليبيا ومنطقة الحدود الأفغانية الباكستانية والفيليبين قتلت أعداداً أكبر بكثير ونفذت هجمات أكثر بكثير من الأعوام السابقة. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن «معظم الجماعات التابعة كانت منخرطة بالفعل في صراعات قبل تحالفها مع داعش، وتمكن من التلاعب بها (هذه الجماعات) والسيطرة عليها». وأصدر «داعش» كذلك المزيد من الأوامر إلى أتباعه لتنفيذ هجمات منفردة مثل تلك التي وقعت في السنوات الأخيرة في أورلاندو وفلوريدا وسان برناردينو وكاليفورنيا ولندن ومانشستر ونيس. وقالت معدة الدراسة إرين ميلر: «خلال هذه الفترة شهدنا (كذلك) زيادة في عدد الهجمات الفردية». ودعا أبو محمد العدناني، الناطق باسم التنظيم، أتباعه في 2014 إلى أن يحددوا «الكفرة» من الأميركيين والفرنسيين وغيره وتحطيم رؤوسهم بحجر أو ذبحهم بسكين أو دهسهم بسيارة. وقالت ريتا كاتس، مديرة موقع «سايت» الذي يراقب الجماعات، إن «هذه الدعوات تزايدت مع مواصلة التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة استهداف التنظيم وتوجيه وسائل إعلامه وحسابات مسلحيه على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات منتظمة لشن هجمات في الدول المعادية».