اندلعت صدامات بين الشرطة وعشرات من المتظاهرين المناهضين للعنصرية في مدينة كيبيك على هامش تظاهرة للتضامن مع المهاجرين قابلتها تظاهرة مضادة لليمين المتطرف شهدت مشاركة خجولة. ولبّى بين 400 و500 متظاهر نداءً أطلقته حركة «أهلا باللاجئين» للتصدي لتظاهرة لليمين المتطرف نظمتها مجموعة «لا موت» في وسط كيبيك، ما دفع الشرطة إلى فرض طوق أمني قبل أن تطالبهم بفض تحركهم بعدما رشق عدد منهم يرتدون أقنعة عناصرها بمقذوفات. واعتبرت شرطة كيبيك تظاهرة مؤيدي الهجرة «غير قانونية بسبب أعمال العنف والنهب»، علماً أن تظاهرة اليمين المتطرف دعت سكان كيبيك إلى مطالبة الحكومة «بالسيادة» على الحدود. واستقبلت كندا 40 ألف لاجئ منذ نهاية 2015، بينما تسلل عدد كبير من المهاجرين الآخرين عبر الحدود مع الولاياتالمتحدة منذ أن تولى دونالد ترامب الرئاسة في الولاياتالمتحدة. وفي النصف الأول من السنة الحالية، دخل حوالى 6500 طالب لجوء إلى كندا. ونحو 7 آلاف مهاجر يواجهون إجراءات طرد من الولاياتالمتحدة إلى كيبيك بينهم 6 آلاف من هايتي كانوا مُنحوا لجوءاً موقتاً منذ الزلزال المدمر الذي ضرب بلدهم في 2010. إلى ذلك، صرح رئيس الوزراء جاستن ترودو أن «لا فرصة لدخول أحد البلاد بطريقة غير شرعية»، على رغم أنه كان رحب يوماً بدخول لاجئين سوريين إلى كندا. وقال بعد محادثات مع نظيره الإرلندي ليو فارادكار: «كندا مجتمع مفتوح ويرحب بالآخرين. لكنها أيضاً بلد تحكمه قوانين صارمة خاصة بالهجرة والجمارك يجب إتباعها». وأظهرت إحصاءات حكومية نشرت نتائجها الأسبوع الماضي أن عدد المهاجرين الذين عبروا الحدود إلى كندا بطريقة غير شرعية قادمين من الولاياتالمتحدة زاد أكثر من ثلاثة أمثال في تموز (يوليو) مقارنة بالشهر السابق من 884 إلى 3100 شخص. في الولاياتالمتحدة، واجه محتجون مناهضون للهجرة في بلدة لاغونا بيتش جنوب كاليفورنيا حشداً أكبر كثيراً لتظاهرة مضادة كانت نظِمت في بوسطن السبت، فيما تدخلت الشرطة للفصل بين الجانبين. واحتشد حوالى 2500 شخص من الجانبين في الإجمال، وتبادلا الصياح مع تجنبهما العنف الذي رافق احتجاجات القوميين البيض في تشارلوتسفيل في فرجينيا الشهر الجاري، حين قتلت امرأة دهساً. ووضعت الشرطة متاريس على امتداد واجهة المحيط لمنع هجمات الدهس بالسيارات، وأوقفت عناصرها عشرات المحتجين المناهضين للهجرة الذين يرفعون شعار الرئيس دونالد ترامب «أميركا أولاً»، وسط حشد معارض ردد هتافات «عار» و «لا لسمو العرق الأبيض». ويُلقي معارضو ترامب اللوم عليه في تأجيج مشاعر اليمين المتطرف، ما دفعه إلى أن ينفي ضمنياً تأييده للعنصرية. وقال بيفرلي ويلش (56 سنة) الذي يعمل بالقطاع الطبي ويحتج على الهجرة غير الشرعية: «لسنا حركة تؤيد سمو العرق الأبيض بل حركة تريد إنقاذ بلادنا».