قرع جرس ساعة بيغ بن 12 مرة ظهر أمس قبل أن يغرق في الصمت مع بدء أعمال الترميم للبرج الذي يرتفع عليه، لكن هذه الأشغال التي كان مقرراً لها أن تستمر أربع سنوات سيتم اختصارها مراعاة للاستياء الكبير الذي عبّر عنه سياسيون. ودعي الجمهور البريطاني للحضور إلى جوار قصر وستمنستر، مقر البرلمان، للاستماع إلى الدقّات الأخيرة للجرس، قبل انطلاق أعمال الترميم للساعة الشهيرة البالغ وزنها 13,7 طن وللبرج الذي يحملها. يبلغ ارتفاع هذا البرج 96 متراً، وهو من أكثر المعالم التي تُلتقط لها الصور في بريطانيا، وكثيراً ما يطلَق عليه اسم برج بيغ بن. صمت جرس الساعة وتغيبت دقاته التي تتردد في أرجاء لندن منذ 158 سنة. لكن الساعة ستظلّ تعمل وستبقى واجهة واحدة على الأقل مرئية للعموم خلال أعمال التجديد. وعبّر عدد من السياسيين عن استيائهم من قرار إسكات جرس الساعة حتى عام 2021 بسبب أعمال التجديد، ما استدعى تدخّل رئيسة الحكومة تيريزا ماي التي قالت إنه من غير المقبول أن تصمت الساعة أربع سنوات، وطالبت بتقصير هذا الوقت. إزاء ذلك، قال مجلس العموم في بيان إنه سيعيد النظر في هذه المدة. وبرّر المسؤولون عن أعمال التجديد خطتهم بالقول إن صوت الأجراس يشكل أخطاراً جديّة على سمع العمال. ورفضوا الاقتراحات بأن تُقرع الأجراس خارج وقت العمل، قائلين إن تشغيل نظام الأجراس ثم وقفه يحتاجان إلى نصف يوم، وسيكون ذلك «هدراً للمال العام». تبلغ نفقات تجديد البرج 29 مليون جنيه استرليني (31,0 مليون يورو)، وقد أثار هذا المشروع جدلاً على مواقع التواصل بين مؤيدين يذكّرون بجاذبية البرج للسياح، وبين معارضين يرون أنه من الأَولى إنفاق هذه الأموال في مشاريع الإسكان. وأوقف جرس بيغ بن، الذي يعمل منذ 159 عاماً، عن العمل سابقاً بين عامي 1983 و1985 بسبب أشغال تجديد ثم في 2007 للصيانة. وثمة نظريتان في شأن تسمية بيغ بن. الأولى مرتبطة ببنجامن هال المهندس الذي دُوّن اسمه على الجرس، أما الثانية فتشير إلى أن هذه التسمية أطلقت تيمناً بالملاكم بن كاونت في القرن التاسع عشر.