أثار القرار بوقف جرس ساعة بيغ بن الشهيرة عن العمل أربع سنوات بداعي تجديد البرج الذي يحملها، استياء في بريطانيا وما يشبه الأزمة السياسية الصغيرة التي دفعت رئيسة الحكومة تيريزا ماي إلى التدخل. وقالت رئيسة الحكومة أول من أمس: «من غير المنطقي أن تصمت ساعة بيغ بن أربع سنوات». ومع أن محادثات بريكسيت هي التي تطغى على جولة تيريزا ماي، إلا أنها خصصت حيزاً من حديثها لمسألة الساعة التي أصبحت أشبه بقضية وطنية. وطالبت المسؤولين في مجلس العموم بأنه يراجعوا بسرعة جدول الأعمال المقررة لبرج الساعة «كي نتمكن من سماع جرس بيغ بن في هذه السنوات الأربع». وانضمت رئيسة الحكومة بتصريحها هذا إلى عدد من المسؤولين الذين أعربوا عن استيائهم من إسكات جرس «بيغ بن» أربع سنوات. ووصف وزير شؤون البريكسيت ديفيد ديفيس القرار بأنه «أحمق»، فيما وصف النائب جيمس غراي الورشة المقررة لبرج الساعة بأنها «مجنونة تماماً». وجاءت هذه الاعتراضات على رغم أن أعمال التجديد لبرج اليزابيث الذي ترتفع عليه الساعة الشهيرة، أقرّت في البرلمان، إلا أن مدة وقف جرس الساعة عن العمل لم تكن محددة حينها. وإزاء هذه الاعتراضات، أصدر البرلمان بياناً رسمياً أعلن فيه إمكان إعادة النظر بالقرار. وقال ناطق باسم البرلمان: «في ضوء مشاعر القلق التي عبر عنها عدد من النواب، ستعيد لجنة مجلس العموم النظر في المدة التي ستتوقف فيها الأجراس عن العمل». وأضاف أن دقات الساعة «جزء من الحياة البرلمانية، ونحن متأكدون من أنها ستعود إلى دورها كحارس لوقت الأمة في أسرع وقت ممكن». وكان البرلمان أعلن الإثنين أن جرس ساعة بيغ بن الشهيرة سيدقّ للمرة الأخيرة في 21 آب (اغسطس) في لندن، ثم يصمت أربع سنوات لتجديد البرج الذي ترتفع عليه. وبرّر المسؤولون عن أعمال التجديد خطتهم بالقول إن صوت الأجراس يشكل أخطاراً جديّة على سمع العمال. ورفضوا الاقتراحات بأن تُقرع الأجراس خارج وقت العمل، قائلين إن تشغيل نظام الأجراس ثم وقفه يحتاجان إلى نصف يوم، وسيكون ذلك «هدراً للمال العام». تبلغ نفقات تجديد البرج 29 مليون جنيه استرليني (31,0 مليون يورو). وقد أثار هذا المشروع جدلاً على مواقع التواصل بين مؤيدين يذكّرون بجاذبية البرج للسياح، وبين معارضين يرون أنه من الأولى إنفاق هذه الأموال في مشاريع الإسكان. وأوقف جرس بيغ بن، الذي يعمل منذ 159 عاماً، عن العمل سابقاً بين سنتي 1983 و1985 بسبب أشغال تجديد ثم في 2007 للصيانة. وعلى رغم كل الرعاية التي تحظى بها ساعة بيغ بن، إلا أن الجرس الأساسي مصاب بشقوق تعود إلى العام 1859، بعد شهرين فقط على وضعه في الخدمة. وثمة نظريتان في شأن أصل تسمية بيغ بن. الأولى مرتبطة ببنجامن هال المهندس الذي دُوّن اسمه على الجرس، أما الثانية فتشير إلى أن هذه التسمية أطلقت نسبة إلى بن كاونت الملاكم من الوزن الثقيل في أواسط القرن التاسع عشر.