الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر، وما صاحبها من تغطية بارزة لكثير من وسائل الإعلام الفضائية، عن انتفاضة شباب الشعب المصري ضد النظام المصري، مطالبين بإجراء بعض التغييرات السياسية والاقتصادية، وتنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن الحكم وغيرهما، أقول مع الأسف لم تكن قناة «الجزيرة» على قدر التطلعات لكثير منا، ولم تضعنا بصدق وحياد في عين الحدث بشكل حيادي مقنع وحقيقي، ومن أجل متابعة الأحداث الراهنة في مصر بالشكل الذي يجعلنا نستغني عن متابعة قنوات كثيرة، فقد كانت في تقاريرها الإخبارية كافة «منحازة» بشكل سافر إلى نقل وجهة نظر المعارضة المصرية فقط، وتبرز بعض المشاهد والاحتجاجات التي ينظمها أنصار الاحتجاج، حتى خُيل لي أنها إحدى القنوات الفضائية المعادية لاستقرار مصر والمنطقة، التي تزيد اشتعال الموقف، وخراب مصر، وتركز «بشدة» على أن الرئيس مبارك يجب أن يترك الحكم ويرحل فوراً، وهذا هو الشعار الذي رفعته منذ بداية التظاهرات «يسقط النظام»... ما جعلني أتساءل عن غياب المهنية في «الجزيرة» المتخصصة في البرامج الإخبارية، لماذا الانحياز السافر إلى قوى المعارضة في مصر وإبراز مواقفهم واستضافتهم على الهواء مباشرة لتوجيه نداءات للمتظاهرين بالاستمرار في المطالبة بتنحي مبارك عن الحكم فوراً، وإسهامها في زيادة الاحتقان وسكب مزيد من البنزين على ما يحدث في الشارع المصري، بل وتوجيه المتظاهرين للاتجاه إلى مكان معين، وقد حدث ذلك أثناء إلقاء الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أثناء إلقائه خطابه الأخير الذي أعلن فيه تسليم سلطاته إلى نائبه عمر سليمان، إذ بدأت «الجزيرة» في توجيه المتظاهرين إلى الاتجاه لمبنى التلفزيون المصري. عكس قناة «العربية» المحايدة في تناولها للأحداث الجارية في مصر، فهي تستضيف معظم تيارات المجتمع المصري «محايدين ومعارضين ومؤيدين»، وتبرز الحقائق والأحداث وليس سترها وحجبها عن المشاهدين، وتعمل بمهنية كبيرة وحيادية وصدقية وواقعية في نقل الحدث مباشرة، ما أكسبها ثقة المشاهدين المتابعين، من دون أن تُشعر أحداً بأنها منحازة لطرف ضد آخر، لقد تفوقت «العربية» على كثير من الفضائيات، وذلك بتعاملها مع ما يجري باحترافية عالية، ونقلت للمشاهد العربي بشكل عام، والمصري بشكل خاص، تطورات الأحداث بكل حيادية. محمد حسين زغلول - الرياض