سمّاها بعضهم «ثورة الياسمين» تلك الزهور ذات الرائحة الزكية في مواجهة الروائح الكريهة التي فاحت مما كان قائماً في تونس حيث الخوف والرعب من الدولة القمعية. ولكن شعبنا أشعلها ناراً تلظى في وجوههم، لذا فإن «ثورة النار» هي الاسم الرسمي المفروض ان تسمى به لأنها انطلقت من نار أشعلها الشهيد البطل محمد بوعزيزي في جسده تلاوة منه لبيان سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي حار جداً حرارة النار التي أشعلها في جسده الغض، ولكنه في الحقيقة أنار أمام شعبه في تونس وكل الأمة العربية طريق الخلاص من عهود القهر والاستبداد والظلم لبناء إنسان جديد في ربوع هذا الوطن. قال الشعب التونسي لا للمناورات الخسيسة، وبمجرد ان تشكلت الحكومة المهزلة انطلقت الحناجر في عنان السماء مستهدفة هذه المرة النظام برمته وأداته جهاز التجمع اللادستوري واللاديموقرطي الذي كان مجرد حزب للتصفيق والتطبيل والتزمير من دون أن تكون له أطروحات حقيقية لتغيير واقع هذا الشعب المسكين. فعلى رغم عدد منخرطيه الذين يفوقون المليونين لم يهب أحد للدفاع عنه لسبب بسيط هو كونه فقد كل شرعية لأن الشرعية الموجودة الآن هي شرعية الجماهير التي طالبت برحيله فوراً لأنه كان شاهد زور على مرحلة مظلمة من تاريخ هذا الشعب.