في الوقت الذي واصلت قوات النظام السوري قصف مناطق في حلب شمالاً وسقطت صواريخ أرض - أرض على المليحة شرق دمشق، أوقف قادة 60 فصيلاً في المعارضة «أي تعاون» مع «جبهة النصرة» في جنوب سورية إلى حين الإفراج عن رئيس المجلس العسكري في «الجيش الحر» العقيد أحمد النعمة، في وقت أعلن عن مقتل ستة آلاف قتيل خلال نحو أربعة أشهر من الاقتتال بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و «جبهة النصرة» في شمال شرقي البلاد، وسط سيطرة «داعش» على مزيد من المناطق. وجاء في بيان باسم 60 فصيلاً في «الجيش الحر» أن هذه الفصائل لن تشارك في أي عمل عسكري مع «جبهة النصرة» إلى حين الإفراج عن قائد المجلس العسكري في درعا العقيد أحمد النعمة، وأن مقاتليها سيوقفون «أي تعاون» حتى الإفراج عن قائد المجلس العسكري ورفاقه. كما قرروا تفعيل دور الهيئة القضائية الشرعية الموحدة في حوران واعتبارها الجهة الوحيدة المخوّلة بالحكم في حوران في جنوب سورية بين دمشق وحدود الأردن وفض النزاعات والتحكيم بين كافة الفصائل في الجيش الحر. وتابع البيان إن الموقعين يرفضون السماح لأي فصيل مسلح على الأرض استجواب أو اعتقال أي عنصر من عناصر «الجيش الحر» إلا بقرار صادر عن المحكمة الشرعية وما لم تكن الجهة موقعة على مذكرة تفاهم أو مشتركة بالمحكمة الشرعية. وكان بين الموقعين على البيان «جبهة ثوار جنوب سورية» و «جبهة ثوار سورية» بزعامة جمال معروف و «فرقة اليرموك» و «لواء أحرار اليرموك» و «المجلس العسكري في الجيش الحر». وفي ريف دمشق، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن مناطق في بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية تعرضت لقصف من قبل قوات النظام، و «اتهم نشطاء قوات النظام قصفها بغازات»، في وقت استمرت «الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات حزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات عربية وقوات الدفاع الوطني من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر في بلدة المليحة ومحيطها، وسط قصف قوات النظام والطيران الحربي مناطق في البلدة». وسجل سقوط عدد من صواريخ أرض - أرض على البلدة التي تسعى قوات النظام للسيطرة عليها منذ بضعة أسابيع. وفي دمشق، سقطت قذيفتا هاون في محيط ساحة باب توما خلف جامع رسلان ما أدى إلى مقتل مواطنين اثنين وسقوط جرحى، بالتزامن مع «اشتباكات بين مقاتلي الجبهة الشعبية - القيادة العامة (بقيادة أحمد جبريل) الموالية للنظام من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى في مدخل مخيم اليرموك» جنوب العاصمة «خلال توزيع المساعدات الإغاثية على المواطنين ما أدى إلى توقف توزيعها». ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في المخيم وشارع ال 30 وحيي العسالي والقدم وأطراف حي الحجر الأسود، في حين دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات الدفاع الوطني ومقاتلي الكتائب المقاتلة في شارع نسرين في حي التضامن» المجاور. وأفيد أن الانفجار الذي سمع دويه في منطقة في منطقة مساكن الحرس في ضاحية قدسيا ناجم من تفجير مقاتل من «أجناد الشام» نفسه بسيارة مفخخة في المنطقة قرب الفرن الآلي في محيط حاجز لقوات النظام. وفي شمال البلاد، قتل ثلاثة مواطنين جراء قصف الطيران المروحي على مناطق دوار الحيدرية في حلب. كما قصفت قوات النظام منطقة الليرمون، فيما استهدفت الكتائب الإسلامية بقذائف الهاون وقذائف محلية الصنع مراكز قوات النظام في قرية الشيخ نجار وتلة الشيخ يوسف القريبة منها و «أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق في المدينة الصناعية في الشيخ نجار»، بحسب «المرصد» الذي أفاد باستهداف مقاتلي الكتائب الإسلامية بقذائف الهاون مناطق في بلدتي نبل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية. وزاد إن مواجهات حصلت في حي بستان القصر، ينما جدد الطيران المروحي قصفه ب «البراميل المتفجرة» على مناطق في طريق حندرات ومناطق في محيط سجن حلب المركزي وتل رفعت في الريف. وفي شمال شرقي البلاد، أعدم مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) القائد العسكري ل «لواء ثوار الرقة» وابن شقيقة القائد العام للواء «عقب أسرهم خلال اشتباكات في ريف بلدة عين عيسى. كما لقي 4 مقاتلين من الدولة الإسلامية مصرعهم في الاشتباكات ذاتها، في وقت فجر مقاتلو التنظيم خزان للمياه ومدرسة في قرية البوغا التي تسيطر عليها»، بحسب ناشطين. وقال «المرصد»: «دارت اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية ولواء إسلامي مقاتل على أطراف قرية نحيت، التي يسيطر عليها اللواء الإسلامي، في حين سيطرت الدولة الإسلامية على عدة قرى في الريف الشمالي (أم حويش، فريعان، البوغا الغربية، البوغا الشرقية، أحيمر العرب، أحيمر الأكراد) عقب اشتباكات مع اللواء الإسلامي المقاتل، ومعلومات عن مصرع 14 مقاتلاً من اللواء الإسلامي». إلى ذلك، أفاد «المرصد» بسقوط أكثر من ستة آلاف شخص «منذ بدء الاشتباكات بين الدولة الإسلامية والكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة في الثالث من كانون الثاني (يناير) الماضي إلى يوم الاثنين الماضي».