ثمن مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي مبادرة المملكة العربية السعودية ممثلة في مركز الملك عبدالله للحوار إطلاق أول شبكة لاتباع الديانات والثقافات في العالم العربي. واعتبر المركز في بيان له أمس (الأربعاء) – بحسب وكالة أنباء الإمارات - أن هذه الخطوة الرائدة تعكس التزام المملكة العربية السعودية ومركز الملك عبدالله للحوار بمواجهة خطاب التطرف والإقصاء والعنصرية الذي قاد إلى انتشار العنف والإرهاب في العالم الإسلامي. وأكد رئيس مجلس إدارة مركز جنيف الدكتور حنيف حسن القاسم، في بيان المركز أمس، أهمية نشر المعرفة المتعلقة بالأديان والثقافات الموجودة في العالم العربي وفي العالم أجمع، لافتاً إلى أن المعرفة الصحيحة والمعلومة الحقيقية هي الخطوة الأولى لتكوين الثقافة المتسامحة التي تقبل التعايش، وهي كذلك اللبنة الأولى في بناء العقلية المنفتحة التي تقبل الآخر وتتعايش معه وتحترم الاختلاف والتعدد والتنوع. وأشار القاسم إلى أن الدين الإسلامي بني على معرفة الآخر فالقرآن الكريم مليء بقصص الأمم الأخرى بالتعريف بأفكارها وعقائده، مضيفاً أن هذه المبادرة المتعلقة بنشر المعرفة الدينية والثقافية لجميع الكيانات الموجودة في العالم العربي هي خطوة مميزة يجب أن تتلوها خطوات آخرى ومنها إدخال هذه المعارف في المناهج التعليمية خصوصاً الدراسات الاجتماعية والتاريخ. وشدد على اهمية التعريف بالدور التاريخي لجميع الأديان والثقافات التي شكلت العالم العربي ولعبت دوراً في بناء حضارته المتعددة المتنوعة التي أسهم فيها رواد ومفكرون وأدباء وشعراء من جميع الأديان والثقافات. وأكد مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي في ختام بيانه استعداد المركز للتعاون مع مركز الملك عبدالله للحوار في دعم التعريف بهذه المبادرة والإسهام في نجاحها، خصوصاً أن مركز جنيف أصبح مركزاً استشارياً للأمم المتحدة ومجلسها الاقتصادي والاجتماعي. وكان الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر نوه بأهمية الجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتأسيس تحالفات عالمية لمكافحة التطرف والإرهاب ونتج منها تأسيس المركز العالمي لمكافحة التطرف ومركز الحرب الفكرية ودعم برامج الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب. وأكد خلال مشاركته في القمة الدولية ال30 للأديان التي عقدت بمدينة كيوتو اليابانية في أول آب (أغسطس) الجاري أن القيادات والمؤسسات الدينية يمتلكون قوة هائلة للوصول إلى حلول حقيقية لاستدامة السلام والتسامح والاعتدال وتعزيز التعايش، مشيراً إلى أهمية ذلك في مساندة الجهود الفكرية والأمنية والعسكرية. وقال إنه بإمكان الأفراد والمؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني دعم صانعي السياسات لبناء مشاريع مستدامة عبر الحوار لبناء السلام والتعايش ومكافحة التطرف والكراهية. وبين ابن معمر أن المركز يخطط لعقد مؤتمر رفيع المستوى في 2018 بهدف إطلاق أول شبكة لأتباع الأديان والثقافات في العالم العربي لتعزيز الروابط الإنسانية المشتركة، لافتاً إلى أنها ستكون المنصة الحوارية الأولى من نوعها في العالم العربي بين المسلمين والمسيحيين. وشدد على أن جميع هذه البرامج والمشاريع هدفها ترسيخ التعايش وبناء السلام وتعزيز المواطنة المشتركة ما يحقق الأمن والاستقرار لمختلف الأمم والشعوب في العالم.