أقرت المعارضة المسلحة في جنوب السودان بزعامة رياك مشار أمس، بسيطرة الجيش على معقلها الرئيسي في منطقة فاقاك قرب الحدود الإثيوبية بعد معارك استمرت أسابيع وأوقعت مئات الضحايا من الطرفين، ما أرغم آلاف السكان على الفرار، إلا أنها أكدت أن ذلك لا يعني نهاية الحرب. وقال الناطق باسم المعارضة المسلحة لام بول غابرييل إن قواتهم تراجعت عن فاقاك بعد تعرضها إلى هجوم واسع. وتابع: «أدركنا أن ذلك سيكون له تبعاته على المدنيين، وانسحبت قواتنا من فاقاك»، مؤكداً أن الجانبين تكبدا خسائر في الأرواح. ورأى غابرييل أن سقوط القاعدة الرئيسية في فاقاك لا يعني نهاية صراع قبيلة النوير، ثاني كبرى قبائل الجنوب التي يتحدر منها مشار، ضد حكومة جنوب السودان، الخاضعة لهيمنة قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها الرئيس سلفاكير ميارديت. وكانت المعارضة المسلحة تتخذ من فقاك قاعدةً لانطلاق نشاطها العسكري وبدأت محاولات الحكومة استعادتها في تموز (يوليو) الماضي ما دفع عمال الإغاثة إلى تركها، ودانت دول غربية الهجوم باعتباره انتهاكاً واضحاً لوقف النار الذي أعلنه سلفاكير في أيار (مايو) الماضي. إلى ذلك، نفى سلفاكير اعتقال رئيس الأركان العامة للجيش السابق بول مالونق الذي أُقيل في أيار الماضي، على رغم تقارير عن تدهور صحته. وطالبت لوسي أياك زوجة مالونق الرئيس بأن يسمح لزوجها بالسفر إلى خارج البلاد للحصول على عناية طبية. وكتبت أياك: «في المرة الأخيرة التي تحدثت إليكم فيها سعادة السيد الرئيس وعدتني بأن زوجي لن يتعرض للأذى، ولكن أود أن ألفت انتباهكم إلى حقيقة أن زوجي ليس في صحة جيدة حالياً، وأنا أيضاً متأكدة من أنك تعرف ذلك، إذ كان يجري فحوصاً روتينية في كل من جوبا ونيروبي خلال الفترة التي كان يعمل فيها تحت قيادتكم». وقالت إن الحالة التي يُحتجز فيها زوجها والتوتر المحيط بالمنزل يبعث على القلق بالنسبة إلى الأسرة. وأكدت أن مالونق لا يستطيع الوصول إلى أطبائه أو أي عاملين طبيين آخرين. من جهة أخرى، قتلت مجاعة تجتاح الأقاليم الشمالية في جنوب السودان 13 شخصاً. وأعلن محافظ مقاطعة بسلية فرنسيس إبراهيم، أن المجاعة أودت بحياة المواطنين خلال الأسبوعين الماضيين، مناشداً منظمات الإغاثة التدخل السريع لإنقاذ المهددين بالجوع في المنطقة. وقال إبراهيم أمس، إن مواطني المقاطعة التابعة لولاية واو، يواجهون كارثة حقيقية بسبب انعدام المواد الغذائية. وأوضح أن أعمال العنف المستمرة في المنطقة حالت دون قدرة مواطني المقاطعة على تخزين غذاء كافٍ. في شأن آخر، وصل نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبدالرحمن إلى مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور في زيارة رسمية تستغرق يومين في مستهل جولة ستشمل ولايات الإقليم الخمس تهدف إلى الاطلاع على الترتيبات النهائية لتنفيذ خطة نزع السلاح من المواطنين. وحذرت اللجنة الرئاسية لجمع السلاح برئاسة عبدالرحمن المواطنين الذين بحوزتهم أسلحة أو ذخائر أو مفرقعات أو سيارات غير قانونية، بتسليمها للقوات المشتركة أو للجنة الولائية أو لأقرب وحدة عسكرية أو قسم شرطة. وشدد الإعلان على أنه لا يُسمح لأي شخص غير أفراد القوات النظامية بحمل أو حيازة أو تخزين أي أسلحة أو ذخائر. وأكد أن القوات الحكومية والجهات المختصة ستقوم بحملة شاملة لجمع ونزع السلاح. وفي تطور في خطوة نادرة تترقب الخرطوم زيارة أحد قادة القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، خلال شهر آب (أغسطس) الجاري. وناقش رئيس أركان الجيش السوداني الفريق عماد الدين مصطفى عدوي مع القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم ستيفن كوتسس بحضور الملحق العسكري الأميركي المقدم جورن بونق التحضيرات الجارية للزيارة إلى جانب تعزيز علاقات البلدين في المجال العسكري.